مصير الليرة السورية بعد تنحى الأسد عن الحكم

اعداد/ رانيا البدرى

 

 

رغم صغر سنه، تولى بشار الاسد حكم البلاد بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، في ظل تعديل دستوري سريع مكّنه من تولي المنصب. بدأ بشار يميل إلى الإصلاحات الاقتصادية والانفتاح، لكنه سرعان ما كرّس سياسات القمع والاستبداد، واندلعت الثورة السورية في عام 2011، لتحول حكم الأسد إلى مواجهة دموية مع معارضيه، استمرت 13 عامًا وشهدت دمارًا واسعًا للبلاد، أدى إلى سقوط دمشق أخيرًا في يد المعارضة المسلحة.

في عام 2015، أثار طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الألف ليرة الجدل بعد إزالة صورة حافظ الأسد واستبدالها بمشهد تاريخي لمدرج بصرى الشام.

هذا القرار تم بالتزامن مع تصاعد الضغوط على النظام داخليًا وخارجيًا، وهو ما أثار استياء الموالين للنظام، الذين اعتبروه خيانة لتراث “القائد الخالد”، ورُبطت إزالة الصورة بتوجيه مباشر من بشار الأسد نفسه.

مع سقوط نظام الأسد، من المتوقع أن تتغير العملة السورية لتكون أكثر حيادية وتعكس مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ولكن عملية تغيير التصميم ليست مجرد إجراء فني، بل هي قرار سياسي يعكس رمزية التحولات الحاصلة.

وجود صورة الأسد على العملة لطالما كان دلالة على هيمنة النظام، وإزالة هذه الصورة تعني انقطاع الصلة بالنظام السابق.ومن المتوقع أن تقوم قوى المعارضة بإزالة صور بشار الأسد عن جميع الفئات النقدية، بما في ذلك الأوراق والقطع المعدنية.و قد تسعى القوى الحاكمة الجديدة إلى وضع رموز وطنية تمثل جميع السوريين، مثل معالم تاريخية أو شخصيات وطنية جامعة.

خلال حكم بشار الأسد، استمرت صور والده بالظهور على العملة، بينما ظهرت صورته الشخصية على بعض الفئات، أبرزها فئة 2000 ليرة التي تم إصدارها في عام 2017. وفي 2015، عندما أُزيلت صورة حافظ الأسد من فئة الألف ليرة، انقسم السوريون بين مؤيد للتغيير ورافض له، حيث رأى البعض أن ذلك تراجع عن تقديس “رموز الوطن”، بينما رآه آخرون بدايةً للتخلي عن الهيمنة الأسدية على الرموز الوطنية.

ومع انهيار النظام السوري، يتوقع الخبراء أن تواجه البلاد تحديات اقتصادية هائلة، فالعملة السورية تعاني بالفعل من اهتراء مادي ورمزي، حيث فقدت قيمتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

سعر صرف الدولار قفز إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ 22 ألف ليرة في دمشق و36 ألف ليرة في حلب يوم 8 ديسمبر 2024.و قد تضطر السلطات الجديدة إلى إصدار عملة جديدة كليًا لاستعادة الثقة بالنظام المالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى