من ارتضي لنفسه أن يكون شاه أكلته الذئاب ..حديث الجمعة بقلم د. / سعاد حسني

يا لها من عبارة جميلة، تغزو العقل، وتحرك الفكر، وتجعل الإنسان يفطن لما يدور حوله، ولا يكون أبلة غافلا لايدرك طبيعة العالم الذي يسكنه، والبيئة التي ينبت فيها. من خلال هذه العبارة البسيطة في كلماتها العميقة في معناها، يتبين لنا أن الإنسان عليه أن يجمع بين المسالمة، والطيبة، وحب الخير، والإنسانية بكل تفاصيلها، وهذا ما يمثله الشاه. وبين الوعي والإدراك، والفطنة، والتحلي بالحذر، والمكر البسيط؛ حتى لا يؤكل من الذئاب. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” المؤمن كيس فطن حذر” صدقت يا رسول الله . والسؤال هنا هل كل إنسان لديه القدرة على التحلي، والتزبن بهذه الصفة؟ هل يستطيع أن يكون إنسانا، وديعا، مسالما لا يضم شرا للأخرين؟ وبين أن يكون فاهما، لكل ما يدور حوله؛ حتى لا تأكله الذئاب والضباع؟ وخاصة في عالمنا الذي نعيشه اليوم المملؤ بالخداع، والمكر، والكراهية، وأن الإنسان إذا وجد لقمة في يد أخيه خطفها منه دون تردد – إلا من رحم ربي طبعا – والحقيقة أنه إن وجد هذا الإنسان فهو يعد من الصالحين والأنبياء. وهنا يتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الدول فهذا هو ما تتبعه مصر في سياستها؛ حيث أنها تتصرف مع الأخرين؛ حيث أنها تتصرف مع الأخرين من باب المسالمة، وحسن الجوار، والأخلاق، وضبط النفس إلى أبعد حد، ولكن في الوقت ذاته عينها عين صقر، وردها رد أسد، فهي تتعامل بالند على من تسول له نفسه أنها شاه
ويفاجئ أنها صقر جسور يلتهم من يقف أمامه. فهنيئا لمن يقبض على دينه، وهنيئا لمن يخشى الله ورسوله، وهنيئا لمن لم يكن شاه حتى لا تأكله الذئاب.