الضمير خير قائد .. بقلم: الزهرة العناق

الضمير هو ذاك الصوت الخفي، الوشوشة التي تسري في أعماقنا كنسيم يتلمس الروح بلطف، يضيء العتمة حين تخبو مصابيح المبادئ، و يرشدنا حين تتوه خطانا في دهاليز الحيرة.
إنه القائد الذي لا يضل، لا يغريه بريق ولا يربكه سراب. يسكننا كنبض، يوقظ فينا إنسانيتنا حين تسكنها الغفلة. يأبى إلا أن يكون ناصحا أمينا، يردعنا بلين حين نحيد عن الصواب، ويشدنا بقوة حين تغرينا الهوة.
الضمير هو ذاك الميزان الذي لا يميل مهما ثقلت كفة المصالح، لا يباع ولا يشترى، لأنه ليس ملكا لنا وحدنا، بل أمانة بين أيدينا، نحمله مسؤولية نحو أنفسنا ونحو من حولنا.
ويا لروعة من جعل ضميره دليلا في دربه، يستشير قلبه قبل عقله، فينطق بالحق وإن صمت الجميع، وينصف الضعيف وإن مال العالم بأسره نحو القوة.
الضمير ليس مجرد إحساس؛ إنه نور داخلي، قوة تهذب السلوك وتصوغ أبهى صور العدل والمحبة. إنه الحارس الذي لا ينام، والشاهد الذي لا يغفل، فإن أخطأت قدماك في المسير، ستسمعه يقرع أبواب قلبك برفق أو بعنف، حسب ما تقتضي يقظتك.
فاجعل ضميرك قائدك، فهو أعظم رفيق، وأصدق مرآة تعكس نقاء قلبك وصفاء نيتك. فلا سلطان أقوى منه، ولا راحة أعمق من سلام تهديه لنفسك حين تصغي إليه.