رفيده الشافعى تكتب: الجزء الأول من تاريخ تطور الإضاءة المسرحية

الإضاءة هي عنصر مهم في العرض المسرحي ومن دونه لا ينجح المشهد فالإضاءة تضفي جاذبية على المسرح التي يراها المشاهد وهناك اختلاف بين الإضاءة والإنارة كفرق بين الفن والواقع فالإضاءة هي فن يصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية لدى المشهد أما الإنارة تجعل المشهد أمر ممكناً للمشاهد .
في تاريخ المسرح الحديث بدأ الإضاءة تأخذ عملية مشتركة بين الفن والتكنيك (الحرفية) فهى ليس فن فقط ولا علم هندسي كهربي فقط فيجب الإثنين معا فالفن يوجد علاقة قوية بينه وبين الحرفة فالإضاءة تخلق جو معين يعيش فيه الممثل والمشاهد لأنها لغة بصرية يكون في حاله على المسرح.
فمن الوظائف الإضاءة الرؤية – التأكيد والتركيز – التكوين الفني – خلق الجو الدرامي – الإيهام بالطبيعة – الدلالة على الزمان والمكان ) ومن أبسط وظيفة للإضاءة هي الرؤية . نعم لأن بدون رؤية واضحة تعقد حالة المسرح وتجعل الممثل والمتفرج في حالة إرهاق شديد فيجب في رؤية واضحة وكافية للممثل وللمشاهد لأن تبرز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وحركاتهم وأفعالهم على خشبة المسرح وإنارة الخشبة وما عليها من خلفيات أو ديكورات أو إكسسوارات .
والتأكيد والتركيز : لأن العالم الفني على خشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته ، فقد ينتقي تفصيلاً صغيرا على الخشبة أو جزءا محدوداً منها لتدور فيه الأحداث ، ويلغي باقي الأجزاء في أحد المشاهد ، أو قد يقسم الخشبة إلى قسمين أو ثلاثة أو أكثر كل قسم يعبر عن منظر أو مكان محدد للأحداث ويتم إلغاء المنظر الذي لا تدور الأحداث حوله الآن ، وذلك يتم عبر تعتيم الإضاءة ويؤكد المخرج عبر الإضاءة على وجه ممثل أو أحد أعضاء أو على اكسسوار أو قطعة ديكورية بتسليط ضوءا أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء في الظل وهكذا … وهذه تعتبر من مهمات الإضاءة الرئيسية التي تنقل المتفرج إلى عوالم وأفكار عدم وهم أمام نفس المنظر .
فالإضاءة له فن وجمال من خلال اللون وتمازجه والشكل الهندسي للبقعة الضوئية وتفاعلها مع شكل آخر فمن الإضاءة نجد السحاب والحريق والمطر والبحر .
فالإضاءة عنصر مهم على خشبة المسرح يخلق جو درامى للمشاهد فيعبر عن الفرح والحزن والاسى والخوف والسعادة والبهجة من خلال الإنارة وتوزيعها على خشبة المسرح .
والإضاءة تضع واقع للمشاهد فتظهر الشمس أو القمر أو الفضاء أو الثلج للضرورة .
وتعبر الإضاءة عن وضوح في الزمان والمكان للأحداث (ليل – نهار – شتاء – صيف – فصل ) والمكان ( مدرسة – منزل – حديقة – ملعب – نادي – قصر- مدينة ) .
ومن خصائص الإضاءة :-
١) كمية الضوء .
٢) لون الضوء .
٣) كيفية توزيع الضوء .
وتنقسم الإضاءة على خشبة المسرح ١) إضاءة محددة.
٢)الإضاءة عامة. ٣) مؤثرات خاصة .
في القرن السابع عشر(المسرح الأليزابيثي) أعتمد علي الإضاءة بواسطة الشموع وفي المسارح المقفلة كانت الإضاءة مركزة في ُثريا دائرية كبيرة ذات شموع كثيرة وكانت تضيئ كلا من الصالة والخشبة كما وضعت ثُريات أخري صغيرة أمام وخلف الأجنحة لتضيئ المناظر كما أستخدمت الإضاءة الأرضية لتأكيد معالم الممثلين
أقدم شكل معروف لإضاءة المسرح كان خلال المسارح اليونانية المبكرة (ولاحقًا الرومانية) . كانوا يبنون مسارحهم باتجاه الشرق إلى الغرب حتى يتمكنوا في فترة ما بعد الظهر من أداء المسرحيات ويتعرض الممثلون لأشعة الشمس الطبيعية، ولكن ليس الجالسين في الأوركسترا
بقعة – لها تأثير ذو حواف حادة، تستخدم لإضاءة الشخصيات أو العناصر على المسرح. يمكن استخدام الفلاتر الملونة مع هذا المصباح. فريسنل – تستخدم للحصول على تأثير ذو حواف أكثر نعومة، مع عدسة منتشرة أمام المصباح. وهي مفيدة للحصول على إضاءة جيدة بشكل عام عند استخدامها مع غيرها
المصدر /كتاب مدخل إلى الفنون المسرحية