العوامل التي ترتكز عليها عملية تحديد الأولويات

كتبت/شيماء الدنان
(١) العوامل السياسية :ان الأولويات المقرره يجب ان تعبر عن السياسة الإجتماعية في المجتمع كما يجب أن تعكس الأهداف العامة للدولة في اطار سياساتها الداخلية والخارجية ويراعي الخبراء عند تحديد الأولويات ان تعمل على توفير الاستقرار السياسي والذي لا يتحقق الا بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية وترجع أهمية العوامل السياسية إلى أن القرارات التي تتخذ والخاصة بتحديد الأولويات قد تتخذ نتيجة الضغط الذي يمارسه السياسيون وتلك القواعد التي يجب أن تكون نابعه من القواعد الشعبية إن العامل السياسي يؤكد إعطاء الأولوية لمشروعات وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية معا في ان واحد وبطريقة توازن بينهما حتى تستطيع تحقيق الأهداف العامة للمجتمع
(٢) العوامل الإجتماعية :وهي تتضمن مجموعة من العوامل والمتغيرات التي تتعلق بالسكان وتركيبهم واحتياجاتهم ونوع المشكلات التي يسعون إلى حلها وكذلك تتضمن العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع وهناك بعض العوامل الإجتماعية التي تؤثر في تحديد الأولويات وهي
-زيادة عدد الناس المتاثرين بالمشكلة
-زيادة الاهتمام بمشكلة معينة يؤدي بالضرورة إلى اختيارها
-المشروعات التي لها موارد إجتماعية كالآداب والسلوك الإجتماعي والقيم الإنسانيةوالعلاقات الإجتماعية
-المشروعات ذات الحلول والبرامج المجزيه والمضمونه في النجاح
(٣) العوامل الاقتصادية :تتمثل في حجم وطبيعة الموارد المادية والبشرية المختلفة المتاحة للمجتمع ومدى تفاعلها وإمكانية الحصول عليها وعلى السيولة النقدية من العملات الحرة والمحلية التي تستلزم بها خطة التنمية ومدى المتاح من الوسائل التكنولوجية وتتضمن أيضا نمط النظام الاقتصادي وأسلوب التنمية المتبع ومدى ملائمته للمجتمع وكذلك نوعيه المشكلات والاختناقات الموجودة في اقتصاديات المجتمع والجوانب الإجتماعية ذات الاثار الاقتصادية مثل العادات والتقاليد الاستهلاكية والميل للادخار وغيرها من العوامل الاقتصاديه العوامل التخطيطية الفنية ترتبط بمدى وفره الاحصائيات والبيانات والمعلومات الفنية الدقيقة اللازمة لإعداد الخطة كما تشتمل على مدى توافر العدد الكافي من خبراء التخطيط ومستوى التكتيك المستخدم في كل عمليات التخطيط ومدى كفاءة الأجهزةالتخطيطية وتنظيمها في إعداد الخطة
(٤) طرق واساليب تحديد الاولويات :تعتمد عملية تحديد الأولويات على أسس عملية موضوعية تتضمن مجموعة من الأساليب او الاتجاهات الملزمه أو المعايير التي توصل إليها علماء التخطيط في مجال تحديد الأولويات كنتيجة منطقية لاستخدام الأسس العلمية وتبادل الخبرات والمهارات مع التأكيد على ان عمليه تطبيق الأساليب تختلف من مجتمع إلى آخر بما يتناسب مع إيدولوجية المجتمع واتجاهاته والقيم السائدة فيه وتطبيق هذه الأساليب تحتاج دائما إلى إجراء البحوث والدراسات اللازمة وفيما يلي عرض لبعض الاساليب والطرق المستخدمه في عملية تحديد الأولويات
(١) الطريقه الاولى المحاكاه والمؤشرات وهي اسس يمكن الاسترشاد بها في تحديد الأهمية النسبية لمشروعات وبرامج الرعاية الإجتماعية والتنمية الاجتماعية مثل مدى الحاجة إلى إيجاد حل للموقف الإجتماعي ويتوقف البث في هذا الأمر على عوامل عديدة منها قومية واقتصادية ومادية وهي تختلف من مجتمع إلى آخر ولكن بصفة عامة يمكن تقدير مدى الأهمية للحاجة الإجتماعية في مجتمعنا بمدى عمق هذه الحاجة ومدى تقدير المجتمع لها وتحويلها من حاجة اجتماعية إلى مشكلة اجتماعية وبسبب اتجاه المجتمع إلى إيجاد حل لها غير ميسر الآن مثلا وإذا راى المجتمع أنها مشكلة عملية تحول الموقف إلى جهود تبذل لإيجاد حلول حاسمه لها وعندما يمكن الوصول إلى هذه الحلول تبدا مرحلة أخرى وهي قياس مدى فعالية هذه الحلول وضرورتها ولقد توصل خبراء التخطيط الاجتماعى إلى تحديد مدى أهمية المشكلات من خلال المؤشرات الآتيه تتحدد خطورة المشكلة بعدد المتأثرين بها وهذا له أهمية خاصة في تحديد الأولوية كلما زاد اهتمام المواطنين وشعورهم بالمشكلة كلما زاد الاهتمام بتفضيلها على غيرها من المشكلات واعطاء الأولوية كلما كان أثر المشكلة عميق وخطير على المواطنين كلما كان للمشكلة الأولوية كلما لكل مشكلة حلول وبرامج مجزيه ومؤكدة للنجاح فضلت انا غيرها كلما كان الحلول اقل تكلفة وتعطي نفس نتائج لحلول اخرى يفضل الحل ذو الأقل تكلفة كلما كان الوقت المقدر لحل المشكله أكثر من في مشروع ما كان هذا مبررا لاختياره وتفصيله على مشروع آخر يستغرق وقت أطول مع مراعاة أن رأيي الخبراء في التخطيط له أهمية خاصة في العوامل السابقة وتقدير كافي في لجان الأولويات للوصول إلى قدرات في تجديد الأولويات مدى وفره الموارد الأساسية تعتبر الاستخدام الأمثل للموارد دعامة اساسية في التخطيط الإجتماعي فالحاجات والمواقف تستلزم موارد وامكانيات كافية تتناسب معها لعمل التخطيط الإجتماعي على الاستفادة القصوى من هذه الموارد ومن جوانب القوه فيها والمشروعات التي تتوفر فيها الموارد او أغلبها تكون لها الأغلبيه والأولوية في التنفيذ ويقصد بالموارد منها الموارد المالية وهي الأموال والاستثمارات التي يمكن استخدامها وتخصيصها لمشروعات التخطيط الإجتماعي والموارد التنظيمية والتشريعية وتتمثل في الأجهزة الواجب توافرها سواء أجهزه تخطيطية او تنفيذية وايضا تتمثل في التشريعات والقوانين والقرارات المؤثرة على سير الخطة وتحقيق الأهداف والموارد البشرية وتتمثل في القوى البشرية اللازمة لعمليات التخطيط من حيث عددها وكفاءتها في القيام بالمهمة التي توكل إليها والموارد الإجتماعية مثل الآداب والسلوك الإجتماعي والقيم الروحية والعلاقات الإجتماعية بين المواطنين على مختلف المستويات وعند تحديد الأولويات تعطي أهمية خاصة لهذه الموارد تكون موضع التقدير وتعطي أفضلية لها ثلاثه فاعليه الأجهزة وتحديد الأولويات يعتمد تحديد الأولويات على فعالية اللجان والأجهزة التي تضم الخبراء والمتخصصين والقيادات الشعبية والتي تستخدم الأسلوب العلمي والتفكير الجامعي في جميع العمليات التخطيط وتؤدي فعالية هذه اللجنة والأجهزة إلى قرارات تحديد درجه الأولوية وتكون الأجهزه فعالة اذا توفر لها هيكل داخلي قوي وكانت ذات كفاءه عاليه وقدره كبيرة على القيام بالمهام واذا كان هناك تنسيق وتعاون وتكامل بين هذه الأجهزة على المستوى القومي والمحلي وعلى مستوى التنفيذ والرقابة والمتابعة كما ان مشاركة القيادات الشعبية امر جوهري وأساسي في تحديد الأولويات والتكامل في هذه المشاركة يضمن الوصول إلى قرارات تخطيطية ناجحة
المراجع
كتاب السياسة الإجتماعية ودورها في التخطيط والتنمية د.محمد محمود المهدلي