توأم الروح المفقود بقلم الكاتبة والأديبه سميرة حمود

مقال : “توأم الروح المفقود“
بقلم الكاتبه والأديبه/ سميرة حمود
الحياة رحلة قصيرة، مهما طالت أيامها وتشابكت دروبها. هي صفحات تُطوى سريعًا، لكن بين ثناياها يكمن معنى أعمق، معنى يتجسد في شعلة توأم الروح. تلك الشعلة التي تنير عتمة الطريق، وتضفي للحياة نكهة مميزة، لونًا مختلفًا وشكلًا لا يشبه غيره. توأم الروح ليس مجرد شخص، بل هو انعكاس للذات، روح تنتظر أخرى لتحيا ، لتحلق بها في سماء الوجود حيث يصبح للحياة بُعد آخر.
ولكن، كم هي معقدة هذه الرحلة! نحن دائمًا في انتظار القطار الذي يخدعنا، فنجد أنفسنا في المحطة الخطأ، في الوقت الخطأ، أو ربما نكون في المكان المناسب ولكن دون أن يتوقف القطار لنا. يتأخر توأم الروح، أو يصل باكرًا جدًا، أو ربما يعبر دون أن ينزل. ورغم كل الأسباب والتفاصيل، المضمون واحد لم نلتقِ.
وحين نلتقي أخيرًا، نصمت، لأن الكلمات تخوننا أمام القدر الذي خط مساره بعناية لا نفهمها. نصمت لأن المسافات التي صنعها الزمن بيننا جعلت أرواحنا تختنق، تائهة، بين شوق اللقاء وألم الفقد. فهل يمكننا حقًا أن نغير القدر؟ أم أننا مجرد مسافرين في رحلة مكتوبة، نحيا على أمل لقاء قد يجعل للحياة معنى؟
سمر ✍️