لهذه الأسباب يريدونها .. حديث الجمعة بقلم د /سعاد حسني

كل شاب في مقتبل حياته يريد أن يرتبط بالفتاة التي تشاركه مشواره والتى تعينه على متطلباتها وما يشملها من أسى وفرح، من شقاء وسعادة، ولهذا يدقق ويتمعن في اختيارها والتى لا بد أن تتوفر في هذه الفتاة بعض الصفات منها :أن تحظي بالأساس والأصل – الذي يطمئن إليه – والمقصود هنا الاحترام والالتزام وليس الفقر والغنى، والتى تحظى بالقبول وقسط من الجمال، وأن تكون صبورة حمولة : تشاركه حياته بحلوها ومرها، كذلك أن تكون حنونة عطوفة، تمتلك الرقة والعذوبة في المشاعر لتؤنسه في ألا مه وجراحه، ولا نغفل قبل كل الصفات السابقة الجانب الديني وتمسكها بمنهج الله وسنة نبيه، عليه الصلاة والسلام. وتكون منبعا للعطاء والكرم. هكذا تكون مصر فكل العالم يريدها، وكل العالم يتمناها، كل الأحبة يسعون إليها، والعجيب أن يجتمع في هذا من يحبها، ومن لم يكن كذلك، من يطلب رضاءها وودها، ومن يريد اغتصابها والنيل منها. فمصر مركز العالم العربي والإسلامي، متعها الله بموقع متميز يحسدها عليه من يزورها، ومن لم يزرها. ومصر حباها الله بجمال روحي إلهي قبل جمالها الشكلي. جعلها الله قبلة وكعبة العلماء، حيث يأتي إليها العلماء من كل حدب وصوب؛ لمن أراد التنوير والضياء الفكري، والعقلي. فكم من عالم أتى إليها لينهال من نورها في شتى المجالات. وعندما نتحدث عن شعبها نقف كثيرا نتعمق في معدن هذا الشعب الطيب، والذي يشهد له الزمان على مر التاريخ الإنساني منذ مجيء الفراعنة إلى وقتنا هذا بالنبل والكرم، وعزة النفس وقبل كل ذلك الصبر والتحمل. فكم صبرت أمام المحن والمصائب، أمام كل محتل غاصب غاشم سولت له نفسه أن يستطيع إذلالها والنيل منها ولكن مع مرور الوقت تلقنه درسا؛ تجعله يندم عن مجرد التفكير في غزوها واحتلالها. ومصر تمتلك أكثر من ثلثي العالم من الأثار مما جعلها مزارا سياحيا ومتميزا جعلها مختلفا عن كثير من الدول. وتتعدد صفاتها وجمالها الذي لم ينته عند حد، ولكن لا نستطيع أبدأ أن نتخطى ونغفل نيلها الذي وهبه الله لها، والذي من ذاقه مرة وشرب منه لابد أن يرجع إليه مرة أخرى، فكان مطمعا لليهود والذين جعلوا مخططاتهم من النيل إلى الفرا ت . – فماذا النيل بصفة خاصة – ؛ لأن النيل بكل كرمه وعطائه، وحلاوة مياهه، وطوله وصبره وتحمل ما يحاكى له، فهو فى كل هذا مثل مصر بكل تفاصيلها. وتتعدد بنا الكلمات وتمر بنا السطور ولكن علينا أن لا ننسى وسط هذا الخذم من الجمال تربتها الخصبة الصالحة لكل أنواع الزراعة على اختلاف الفصول الأربعة. فالعالم يتهافت على المزروعات المصرية، والتى أصبحت الآن مصدرا للدخل القومي؛ لأنها أصبحت في الصدارة للصادرات العالمية الزراعية. وعندما نتحدث عن تاريخها وحضارتها ومجدها فلم نقف كثيرا؛ فالكل يعلمه ولا يغفل عنه. أبعد كل هذا ألا يطمعون فيها؟ أبعد كل هذا الجمال وهذا الخير لا يريدونها؟ ولكن أي ما كان مقصدهم، وأي ماكان مطمعهم، فلا نخاف ولا يهمنا ما يفكرون فيه، وما يسعون إليه، وما يخططون له؛ لأن كيف نخاف وكيف نقلق والله حارسها؟ ومن يكن الله معه فمن يكن عليه؟