د/ محمد عويان يكتب: شخصيه مؤثرة

لفظ اعتاد البعض أو يكاد الكثيرين بإطلاقه على بعض النماذج من البشرية بأنه شخصية مؤثرة ، أصحيح بيننا الآن مثل تلك النماذج ، الحقيقة أن هذا المعنى للشخصية المؤثرة يختلف منظوره من شخص لآخر ، وماذا تعني كلمة مؤثرة ، أتذكر منذ زمن ليس ببعيد أن الأدب والأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تجدها في قرآن أو سنة نبينا والتي كانت تسود مجتمعنا ، كانت تجعل من الشخصية تأثيرا في غيره أو ممن حوله من محيطه ، فكان احترام الكبير واجب ، الابن لا يتطاول على أبيه ، وإذ رأه تأدب فإذا كان جالسا قام احترام لأبيه ، وإذ كان متكأ اعتدل في جلسته ، ولا يتلفظ بلفظ يحرج أبيه ، كان الرجل الكبير له احترام من الآخرين حتى وإن لم تربطهم صلة قرابة ، فكان الأجداد يحكون أثناء الركوبات امتطاء الحمير وخلافه ، لو أن شابا أو رجل كان راكبا دابته ثم فوجئ بمن هو أكبر منه ، كان ينزل من على دابته احتراما له ، لا يمكن للابن إن يدخن أو يمسك سيجارة أمام والده ، ولا يمكن أن يتخذ قرار في أمر الا بالرجوع للكبير أو من يمثله احتراما وأدبا، من هنا كان فيه شخصية مؤثرة لأن العادات والتقاليد والأعراف والآداب والقيم جعلت بمؤثراتها شخصية لها احترام ، أما الآن تجد الابن وبجواره والده ويجلس معوجا، بل يتلفظ بألفاظ ليس بها من الاحترام لأبيه أو عمه أو خاله أو جده او ما شابه ، بل قد يتصرف تصرفات مشينة ولا يعنيه كائن من كان ، من هنا فقدنا القيم والمبادئ الصحيحة ، فصارت الشخصية المؤثرة مختفية لكون التأثير فقد مصدره ،
الحقيقة نحن بحاجة إلى تربية أولادنا وتربية أنفسنا نحن في حاجة إلى تهذيب النفس وتعليمها وخير علام نهج القرآن والسنة النبوية ، وإن نزرع المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية ، لكي نخرج من بيننا شخصيات جميلة مؤثرة ، كفانا ضياع الشرف والأمانة واحترام الكلمة والعهد ، كفانا وجود مرتزقة بيننا باعواا المبادئ والقيم بالتربح وعمل سبوبة وبات السائد عامل المصلحة دون مراعاة لقال الله والرسول ، ارفعوا البلاء عن أنفسكم ، عيدوا مجدكم .