خزائن قارون .. قصة قصيرة للكاتب/ رامي زيدان

كانت ومازالت مصر أقدم حضارة في التاريخ ، فهي تكونت تربتها من أكثر من سبعة آلاف عاما ، لتحكي للعالم حلاوة شمسها وإطلالة نهارها ، ففي باطن الأرض كنوز وثروات لا حصر لها ، لقد كان فيها أغني رجل في تاريخ البشرية يحمل ثروات تكفي العالم. ملايين من السنون ، أنها خزائن قارون المتجبر الذي أبتلعته الأرض ، ليكون عبرة للعالمين ، فشيدت بنايات مذهلة للعقول مثل أهرامات الجيزة التي حيرة العلماء ، لقد كان للملك خوفو رأي آخر عندما توفي في مقبرته التي لقبت بإسمه ، كان يرتدي في أصبعيه خاتم يحمل رموز وربما طلاسم ، لا يعرف أحدا فك شفرتها ، فكان مهندس الترميم في ذالك الوقت يدعي {ماجد } كلمة أخري حيث سرق خاتم الملك خوفو من المقبرة وهرب إلي الأسكندرية خوفا من إفشاش الأمر والقبض عليه ، أنقلبت وزارة الأثار عن بكرة أبيها ، حيث لاجدوي من معرفة السارق ، كما كانت الشرطة تبحث في كل مكان لمعرفة مكان السارق ،
أما ماجد فكان ملهوف علي معرفة هذه الرموز
الهيروغليفية أو الحسابية المعقدة الموجودة علي الخاتم فوجد قاموس لهذه اللغة ، فحاول مرات عديدة حتي نجع في فك بعض الحروف ، وتوصل للمعني ثم دونه في ورقة صغيرة وطرحها هي والخاتم في جيب البنطال ، فأراد خلع الملابس وتغيريها ، حتي سمع جرس الباب يرن ، فترجلا وفتح الباب ، ليجد أمامه المكوجي ، فقال له أبن حلال جيت في وقتك ، أنا هروح أجبلك الملابس ، وعايز غسيل ومكوه ، بعدها أحضر الملابس ومعها البنطال الذي يوجد به الورقة الملهمة ، وبصوت مرح ، أرجوك متتأخرش عليه عشان مستعجل ،
رد المكوجي ، مسافة السكة يابيه ،
بعدما أنصرف المكوجي قام بوضع يده في الجيوب قبل مرحلة الغسيل ، فوجد ورقة كان مكتوب فيها أشارات أو ربما خريطة للوصول إلى الباب السحري وخاتم يشار إليه في الورقة كثيرا ، بينما ماجد يفتش في كل مكان عن هذه الورقة والخاتم ، ربما الحيرة والخوف يمتلكه ، فأصبح يصرخ كالمجنون ، ولم تثمر عن شئ ،
أما المكوجي تكتم علي الورقة والخاتم وبدأ يفهم ماهو مكتوب في الورقة ، ثم تسلل ليلاً إلي الأهرامات وتحديدا مقبرة الملك خوفو وعندما أدار الحارس ظهره ، تماشي بخطوات بطيئة وهادئة ، حتي نزل إلي التابوت فنظر إلى الورقة وإلي الباب السحري ثم أشار الخاتم علي دائرة صغيرة توجد في منتصف هذا الجدار المسدود ، لمدة خمس دقائق متتالية ، فكانت المفاجأة الكبرى أن الباب يفتح بتمهل ، ترجل ببطئ والدهشة تعتريه مما رأه ، لقد وجد مكان لايخطر علي عقل بشر ، مملكة بها ياقوت ومرحان وألماظ وذهب خام ، كنوز تكفي العالم ملايين السنون ، كان مبهورا يحدث نفسه من فرط الدهشة ، ثم نظر للورقة ، فأشار بالخاتم علي الدائرة ، فغلق الباب ليبقي بمفرده ، ثم أسترجع الورقة في يده فوجد أن هذه المغارة تنتهي عند بحيرة قارون ، وفي نفق كبير وهو يمشي وينظر إلي الكنوز والمجوهرات العتيقة ، فأخذ منه هذا اكثر من ساعات حتي وصل إلى قصر قارون ، حتي بدأ يجوع ، ولكنه رأي مخزن في قصر قارون ، ثم أشار بالخاتم ففتح الباب وخرج ولكن في يده قطعة من الألماظ ، حتي رأي ماء وبدأ يشرب بشراهة ، ثم قام بعرض القطعة علي الجواهرجي ، فنتزعها من يده وهو يتملق ويبرق لها ، ثم تمايل علي أذنه وبصوت مخفوت، أنت جبت القطعة دي منين ،
المكوجي كانت في مجواهرات والدتي الله يرحمها،
الجواهرجي ، معاك كم قطعة،
المكوجي معايا كتير ، لكن محجوزين لتاجر كبير جاء من الهند،
الجواهرجي سأعطيك أضعاف المبلغ فأعطيني الباقية وأنا جاهز للدفع فوراً،
المكوجي بكم تشتري ؟
الجواهرجي بعشرة ملايين جنية للقطعة ،
بعدها صار المكوجي من أثرياء القاهرة من مبيعات للجواهر والذهب والتحف التراثية ،
بينما الشرطة جاري البحث عن سرقة الخاتم وكشف اللغز العجيب والغريب .