أخر الأخبار

الهروب من «اللمبى».. هل ينجح محمد سعد فى العودة إلى مسار النجومية بـ«الدشاش»؟

منذ إعلانه عن تعاقده لتقديم فيلم سينمائى جديد، بدأ الجمهور يترقب عودة الفنان محمد سعد إلى السينما من جديد، وسط تساؤلات حول الشخصية التى ستكتب هذه العودة، وإذا ما كانت الشخصية التى اعتاد تقديمها فى أعماله السابقة، على غرار «اللمبى» وما تبعها، أم ستكون لديه الجرأة لتغيير جلده وتقديم عمل مختلف، خاصة بعد الإمكانات التمثيلية الكبيرة التى أظهرها فى فيلمه الأخير «الكنز» الذى قدم خلاله شخصية تبتعد تمامًا عن الكوميديا.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، أصبح مؤشر محمد سعد، على المستويين السينمائى والتليفزيونى، يتجه إلى الانحدار والتراجع، خاصة مع ظهور العديد من نجوم الكوميديا الجدد على الساحة الفنية، بجانب حالة الملل التى أصابت جمهوره من كثرة تقديم شخصيات وأداء متشابه فى أعماله.

وأثار ذلك غضب جمهور «سعد» بصورة كبيرة، خاصة مع امتلاكه إمكانات كبيرة فى التمثيل، استطاع من خلالها أن يصبح واحدًا من أبرز نجوم الفن المصرى، ويضع نفسه فى مكان مختلف ومميز عن نجوم جيله منذ بدايته الفنية، ويرسم له شكلًا وشخصية لم يقدمها أحد من قبل، ليحقق نجاحًا كبيرًا بين الجمهور استمر لسنوات، وتصبح عدة أعمال له مِن علامات السينما المصرية فى الألفية الأخيرة.

وباستثناء تجربته فى فيلم «الكنز» بجزءيه الأول والثانى بقيادة المخرج شريف عرفة، ابتعد محمد سعد عن تقديم عمل سينمائى من بطولته المطلقة لمدة تجاوزت ٥ سنوات كاملة، منذ آخر أعماله «محمد حسين» الذى شارك به ضمن موسم أفلام عيد الفطر لعام ٢٠١٩، وحقق إيرادات ضئيلة فى شباك التذاكر لم تتجاوز 4 ملايين و٥٨٦ ألف جنيه، رغم منافسته ٥ أفلام فقط آنذاك، بينها عملان كوميديان فقط.

ولعل ما حدث فى هذا الموسم والصدمة الكبيرة التى تلقاها محمد سعد آنذاك، هو ما جعله يعيد حساباته مرة أخرى، ويشعر بأن الجمهور مَلّ من تكرار شخصياته، هذا التكرار الذى لم يقتصر على أعماله السينمائية فقط، بل امتد ليشمل الأعمال التليفزيونية والمسرحية، وظهر تأثيره فى تراجع إيرادات أعماله بشكل كبير، بعد أن كان معتادًا على اكتساح الإيرادات والمشاهدات ليتيقن من هذه اللحظة أن مؤشره عند الجمهور تراجع بصورة كبيرة.

ورغم نصائح كثير من المقربين إليه، وكذلك من جمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بضرورة تغيير جلده خاصة أن إمكاناته التمثيلية تسمح له بذلك- كان لدى محمد سعد تخوف كبير من هذه الخطوة، وظل يراهن على جمهوره حتى اللحظات الأخيرة، لكن المتغيرات والتسارع الكبير فى السوق من حوله جعلاه يدرك أنه على خطأ فى تخوفه هذا.

وبعد مرور ٥ سنوات كاملة قرر «سعد» الاستماع لنصائح جمهوره من خلال تقديم تجربة جديدة ومختلفة لهم، تمثلت فى فيلم «الدشاش» بقيادة المخرج المتميز سامح عبدالعزيز، الذى سبق أن تعاون معه من قبل، سواء فى البرنامج التليفزيونى «وش السعد»، الذى عرض فى عام ٢٠١٦، أو فى المسلسل التليفزيونى «فيفا أطاطا» فى عام ٢٠١٤، ومن قبله بعام واحد الفيلم السينمائى «تتح» الذى كان أول تعاون بينهما.

ويبدو أن محمد سعد لديه ثقة كبيرة فى المخرج سامح عبدالعزيز، ليُحمّل إياه مسئولية فيلم «الدشاش»، وعودته من جديد إلى الجمهور بلون جديد ومختلف لم يعتده من قبل وبخطوة حاسمة جدًا فى مشواره الفنى، لأنه يبتعد عن الكوميديا تمامًا خلال أحداث الفيلم، الذى يميل إلى نوعية أفلام الإثارة والتشويق، وتتخلله مشاهد درامية.

ويتضمن الفيلم الجديد وجبة دسمة متنوعة تحتوى على أشكال تمثيلية مختلفة من قبل «سعد»، على الرغم من وجود بعض الملاحظات على شكل الدعاية للعمل على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وتصميمات «البوسترات» الدعائية لأبطاله التى لم ترتقِ جودتها بعض الشىء إلى التطور الكبير الذى وصلت إليه الدعاية الإعلانية للأعمال السينمائية فى وقتنا الحالى.

وفى كل الأحوال، مثّل الإعلان التشويقى لفيلم «الدشاش» بادرة أمل للجمهور والنقاد لإمكانية عودة محمد سعد بقوة، من خلال عمل سينمائى ينتمى إلى أعمال «الأكشن» من الألف إلى الياء، وشخصية تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة والمتأرجحة بين الشر والطيبة، ما أتاح له الظهور فى العديد من المشاهد الدرامية، ومن بينها ظهوره داخل أحد المساجد يتوسل إلى الله بأن يفتح له أبواب التوبة وهو ينهمر فى البكاء لشعوره بالذنب فى عالم ملىء بالجريمة والتشويق.

ومما يستحق صناع العمل الإشادة عليه، اختيار توقيت طرحه، فى موسم رأس السنة وإجازة منتصف العام الدراسى، بما يبعده عن المنافسة الشرسة فى المواسم الأخرى الأكثر قوة، مثل موسمى عيدى الفطر والأضحى اللذان يشهدان دائمًا منافسة شرسة بين كبار النجوم.

ويمكن اعتبار طرح فيلم «الدشاش» فى هذا التوقيت بمثابة «جس نبض» لجمهوره، وستكون الإيرادات وردود الأفعال بشأنه الإجابة عن سؤال «سعد» لنفسه: «هل الجمهور ما زال يرغب فى مشاهدتى؟»، وإجابة أيضًا لنا كنقاد وصحفيين عن سؤالين: هل سيكون الفيلم طوق النجاة الأخير لمحمد سعد؟ وهل ينجح محمد سعد فى أن يصالح جمهوره والنقاد به؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى