فساد الأب أو المربي لا يبرر فساد المتربي .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العليم الحكيم العزيز الغفار، القهار الذي لا تخفى معرفته على من نظر في بدائع مملكته بعين الإعتبار، القدوس الصمد التعالي عن مشابه الأغيار، الغني عن جميع الموجودات فلا تحويه الجهات والأقطار، الكبير الذي تحيرت العقول في وصف كبريائه فلا تحيط به الأفكار، الواحد الأحد المنفرد بالخلق والإختيار، الحي العليم الذي تساوى في علمه الجهر والإسرار، السميع البصير الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، ما في الوجود سواك رب يعبد كلا ولا مولى سواك فيقصد، يا من له عنت الوجوه بأسرها ذلا وكل الكائنات توحد، أنت الإله الواحد الفرد الذي كل القلوب له تقر وتشهد، ويا من تفر بالبهآء وبالسنا في عزه وله البقاء السرمد.
يا من له وجب الكمال بذاته فلذاك تشقي من تشاء وتسعد، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، إن الصلاة على المختار إن ذكرت في مجلس فاح منه الطيب إذ نفحا، محمد أحمد المختار من مضر أزكى الخلائق جمعا أفصح الفصحا، صلى عليه اله العرش ثم على أهليه والصحب نعم السادة النصحا، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد هذه رسالة إلى الآباء والمربين بضرورة الإهتمام بالتربية وإصلاح النشء، وكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، وكم نحزن ونتألم، عندما يشكو بعض الشباب من إنحراف آباءهم، وربما يصلي بعضهم في هذا المسجد وقد اسود وجهه، ونكّس رأسه.
ثم يقول عندنا مدمن في البيت، ولكن من هو؟ فيقول الوالد هو المدمن، فإلى هؤلاء الشباب أقول إن فساد الأب أو المربي لا يبرر فساد المتربي، فاصبر لربك، واثبت على دينك، والرفقة الرفقة يا أخي الكريم وتذكر أخي الشاب أن طبقة الأقران أهم مصادر التلقي والإقتداء عند الإنسان، فقل لي من تصاحب؟ أقل لك من أنت، وأصدق من هذا قوله عليه الصلاة والسلام ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ” أخرجه الترمذي” ومن العلاج أيضا هو إحتواء أوقات الشباب وملئها بالنشاطات المفيدة والنافعة، والإستفادة من حلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية والمخيمات الشبابية وغيرها، وكما أن هناك خطوات سريعة لعلها تكون طوق نجاة لمن وقع فعلا في الإدمان وهي أنه لا بد من معرفة السبب والدافع لتعاطي المخدرات.
وعلاج هذا السبب من مشاكل نفسية، أوعائلية أو رفقة سيئة، أو فراغ، وغير ذلك، ويمكن الإستعانة بأي مستشفى سواء بالتنويم في المستشفى، أو عن طريق العيادات الخارجية، وكما يحتاج المدمن إلى جرعة إيمانية قوية وإنعاش للقلب، وملازمة أهل الخير ومجالسهم، وكذلك التوكل على الله والإستعانة بالله، والأكثار من الدعاء والإلتجاء إلى الله تعالي، ويا أخي الكريم إستعن بعائلتك وأصدقائك، واطلب منهم الدعم والتشجيع، فإذا فشلت في الإقلاع فلا تيأس، فإن البعض ينجح بعد المحاولة الرابعة أو ربما أقل أو أكثر، فعليك بالصبر، وضع في حسابك أنك ربما ستتعرض لأعراض إنسحابية بسبب فقد الجسم للمادة، فعليك بالصبر، وكلها أيام ويتعود جسمك بإذن الله تعالي.
وليس بالضرورة أن يكون العلاج برضى المريض، بل يمكن أن يجبر عليه لمصلحته، وهذا الأمر فيه نظام علاجي سري مطبق الآن، يمكن أن تستفيد منه الأسر بالتنسيق مع إدارات مكافحة المخدرات.