آفة العصر الحاضر والسم القاتل .. الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

 

 

الحمد لله الذي أصعد قوالب الأصفياء بالمجاهدة، وأسعد قلوب الأولياء بالمشاهدة، وحلى ألسنة المؤمنين بالذكر، وجلى خواطر العارفين بالفكر، وحرس سواد العباد عن الفساد، وحبس مراد الزهاد على السداد، وخلص أشباح المتقين من ظلم الشهوات، وصفى أرواح الموقنين عن ظلم الشبهات، وقبل أعمال الأخيار بأداء الصلوات، وأيد خصال الأحرار بإسداء الصلات، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، يا رب قد تبت فاغفر زلتي كرما وارحم بعفوك من أخطأ ومن ندما، لا عدت أفعل ما قد كنت أفعله عمري فخذ بيدي يا خير من رحما، هذا مقام ظلوم خائف وجل لم يظلم الناس لكـن نفسه ظلما، فاصفح بعفوك عمن جاء معتذرا واغفر ذنوب مسيء طالما اجترما، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا. 

محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بعثه لأصلاب الفسقة والفجرة قاسما، ولعرى الجاحدين والمارقين فاصما، ولباغي الشك والشرك قاهرا، ولأتباع الحق والإحسان ناصرا فصلوات الله عليه، من عامل الله لم تخسر تجارته وكل قلب خراب بالتقي عمره، وما تصلي على المختار واحدة إلا عليك يصلي ربه عشرة، فاغتنم صلاتك عليه يا هذا تفز بالربح عند اله فاز من شكره، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد فإتقوا الله عباد الله وراقبوه وإعملوا بطاعته وإحذروا من أليم عقابه، فبتقوى الله تفوزون وتفلحون، ولقد كرم الله تعالي بني آدم، وفضلهم على كثير من مخلوقاته، وميزهم بالعقل الذي يدركون به النافع من الضار، والخير من الشر. 

ولقد توج الله تعالي الإنسان بالعقل، وأحل له الطيبات وحرم عليه الخبائث، من أي شيء يضر بجسمه أو عقله، وما دام الأمر كذلك فهو مطالب بالحفاظ على هذه النعمة الكبرى، وأن يحسن إستخدامها فيما يعود عليه بالخير والنفع ولا يضيعها فيما فيه ضرر دينه ودنياه، ومن أجل ذلك حرّم الإسلام الخمر وسمّاها أم الخبائث لأنها تخامر العقل وتغطيه، فيفقد الإنسان أعز ما يملك، وينحدر إلى درجة أحط من الحيوان بل قد يصل إلى درجة الجنون، نعم إن الخمر هي الدافع الأساسي لجميع الموبقات، والعامل الأول في سقوط متعاطيها ووقوعه في الهاوية وإرتكابه لشتى الجرائم لأن من لا عقل له قد يفعل الأفاعيل، ولقد إجتهد الأعداء في تدمير أخلاق شباب المسلمين وفتياتهم وكان من أمضى أسلحتهم سلاح المسكرات والمخدرات. 

ولقد أمطروا البلاد الإسلامية بسمومهم لخلخلة البناء وتوهينه وتمزيق الوحدة وإيجاد أعضاء في المجتمع مشلولين غير فاعلين، وقد تحقق لهم الكثير مما أرادوه، فقد وقع فئام من الناس في براثنها وأصبحوا صيدا سهلا للأعداء يوجهونهم كيفما شاءوا، والمخدرات آفة العصر الحاضر، وهي السم القاتل الذي يعتبره كثير من المتعاطين بداية النهاية، ولله درّ شيخ الإسلام حيث يقول عن الحشيشة ” إن الحشيشة حرام يحد متناولها كما يحد شارب الخمر وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد وأنها تصد عن ذكر الله” فاللهم اهد شباب المسلمين من بنات وبنين، اللهم رد ضالهم إليك ردا جميلا، اللهم جنبهم رفقاء السوء، وأصحاب الفساد، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى