حب الحياة.. فلسفة الأمل في زحمة الوجود

بقلم/ الزهرة العناق

 

في عتمة الكون الفسيح، حيث تبدو الحياة كجرح غائر في جلد الزمن، ينبثق سؤال جوهري يثير الفكر:

ما الذي يجعلنا نتشبث بشريان الحياة، رغم صقيعها ؟

أي سحر ذاك الذي يجذب أرواحنا لتغني لحنها العابر بين عتمة الحزن وضوء الأمل؟

الحياة ليست سجنا كما يراها المتشائم، وليست وهما كما يظن الحالم. إنها لوحة فنية عظيمة مليئة بالظلال و الأنوار، تطلب من البشر عينا بصيرة تتجاوز السطح إلى العمق.

حب الحياة هو اعتراف بأن الإنسان كائن مفعم بالضعف والقوة في آن واحد. إنه سعي أبدي للارتقاء فوق السطحيات، وإيجاد المعنى فيما يبدو بلا معنى. إنه تلك الرحلة التي يخوضها الفرد داخل ذاته، ليكتشف أن الجمال الحقيقي ليس في امتلاك الأشياء، بل في القدرة على رؤيتها بروح إيجابية .

حب الحياة ليس نزوة عابرة، ولا خفقة تموت مع مرور الأيام. إنه لمسة سامية تشرق في أعماق الكيان، كأنها نبع يتدفق بلا انقطاع.

حب الحياة هو أن تقبل جراحها كما تحتضن أفراحها، و تدرك أن الألم جزء من لحنها المكتمل.

إنه ذاك الشعور الذي يجعل الحرف يطير بجناحين، ويمنح الوجدان قدرة على أن يرى الجمال في أدق التفاصيل، حتى لو كانت مجرد قطرة مطر تستقر على غصن ذابل.

حب الحياة هو احتضان كل تلك التفاصيل و اللحظات التي تلقي بنفسها في حضن الذاكرة، لتبقى هناك، شاهدة على عظمة التجربة الإنسانية.

حب الحياة ليس مجرد فرح مؤقت، ولا هو هروب من أوجاعها. إنه الإيمان العميق بأن كل شيء يحدث لغرض أسمى. 

حب الحياة هو أن ترى الشروق كما لو أنه أول شروق في حياتك، وأن تبصر الغروب لا كوداع، بل كفصل جديد في رواية أزلية.

حب الحياة هو أن تعيش اللحظة بكل ما فيها من بساطة و تعقيدات، وأن تجعل قلبك مرآة تعكس النور حتى في أحلك الظروف.

حب الحياة لا يحتاج إلى فلسفات معقدة، بل إلى شعلة داخلية توقظ الوجدان من سباته، وتعيد صياغة العلاقة بين الإنسان و وجوده. هو أن تحبها رغم عيوبها، أن تغني لها رغم صمتها، وأن تكون أنت المعجزة التي تجعلها تستحق أن تعاش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى