إنقطع عنهم العمل ولم ينقطع عنهم الأجر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له مافي السماوات ومافي الأرض ومابينهما وماتحت الثرى، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى، وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله هو أخشى الناس لربه وأتقى دلّ على سبيل الهدى وحذَّر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى أما بعد قيل أنه لما رأى الصحابة في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، لبسوا خواتيم من ذهب، فلما خلعه خلعوا خواتيمهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إصطنع خاتما من ذهب، وكان يلبسه فيجعل فصّه في كفه.
فصنع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال صلى الله عليه وسلم ” إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصّه من داخل” فرمى به ثم قال ” والله لا ألبسه أبدا ” فنبذ الناس خواتيمهم، و لمّا رأى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في يد رجل خاتما من ذهب نزعه منه وطرحه أرضا، فمن حرص الرجل على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض أن يرفع الخاتم الذي طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال ” يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده” فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، قال “لا والله، لا آخذه أبدا، قد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم”
وقيل أنه عجب عروة بن مسعود الثقفي حين كان مشركا من الصحابة في الحديبية وذلك حين رجع إلى قومه، فقال ” أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم، والله إن تنخّم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم إبتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدّون إليه النظر تعظيما له” وروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت عندما قيل لها إن ناسا يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر، فقالت وما تعجبون من هذا؟ إنقطع عنهم العمل، فأحب الله ألا يقطع عنهم الأجر”
وروى الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال” لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة” وقال ابن أبي العز الحنفي فمن أضل ممن يكون في قلبه غلّ على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيين؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب موسى، وقيل للنصارى من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب عيسى، وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لم يستثنوا منهم إلا القليل، وفيمن سبّوهم من هو خير ممن إستثنوهم بأضعاف مضاعفة، وقال يحيى بن معين في تليد بن سليمان المحاربي الكوفي هو كذاب، كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال، لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”