الإرتقاء بلغتنا العربية الإسلامية .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلاله وركب بلطف حكمته مفاصله وأوصاله ورباه في مهاد لطفه ثلاثين شهرا حمله وفصاله وزينه بالعقل والحلم وأزال عنه ظلماء الجهاله، فسبحان من إختارهم لنفسه ونعمهم بأنسه وأجزل لهم نواله، ويسّر له مولاه سبيل السعادة وحقق آماله وأجزل نصيبه من التوفيق وقبل أعماله، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير أما بعد إن من أهم القيم الإسلامية هو الإرتقاء بلغتنا العربية الإسلامية لغة القرآن الكريم، والبعد عن اللعن والسب والشتم، ومخاطبة الأبناء بأحب الأسماء إليهم، وعدم التشبيه بالحيوان، وتجنب الغيبة والنميمة، وهجر الكلام الفاحش والبذيء وغيرها، ومن أهم القيم أيضا هو حفظ أسرار البيوت. 

وهذا يشمل أمورا منها عدم نشر أسرار الإستمتاع وتسريب الخلافات الزوجية، أو البوح بأي خصوصية يكون إظهارها ضرر بالبيت أو أحد أفراده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها ” رواه مسلم، وأيضا الحرص على ما ينور بيوتنا ويجعل فيها الخير والبركة ويبعد عنها الشياطين من المحافظة على قراءة سورة البقرة، فقد ثبت في الحديث الصحيح “أن البيت الذي تقرأ فيه لا يدخله شيطان” والإكثار من صلاة النافلة، وحديث اجعل لبيتك نصيبا من صلاتك، والإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى عموما، وخصوصا أذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه، ونحوها. 

والحرص على عدم وجود منكرات داخل البيت أو أشياء محرمة كمشاهدة الأفلام الخليعة، أو صور يحرم نظرها، وإذا كان البيت عامرا بذكر الله تعالى، خاليا من المحرمات والمنكرات، مع إتصاف أهله بالإستقامة على أوامر الله تعالى، فستصلح كل أموره، ويكون مباركا على أهله ويعيشون في سعادة ووئام، ولقد حمى الإسلام الأسرة في عرضها وعفتها وطهارتها ونسبها فشجع على الزواج ومنع من الإختلاط بين الرجال والنساء، وجعل لكل فرد من أفراد الأسرة دورا مهما فالآباء والأمهات الرعاية والتربية الإسلامية والأبناء السمع والطاعة وحفظ حقوق الآباء والأمهات على أساس المحبة والتعظيم وأكبر شاهد على هذا التماسك الأسري الذي شهد به حتى الأعداء فالأسرة محطمة عند غير المسلمين فلما جاء الإسلام حرص أشد الحرص.

على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورا مهما في حياته، وأن البيت هو المكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة من كل عمل محرم، سواء في نفسه أو أهله، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته ” ويقول صلى الله عليه وسلم “خمس من فعل منهن كان ضامنا على الله، من عاد مريضا، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس” وقال صلى الله عليه وسلم “سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته” 

فيا حبذا لو أننا تتبعنا أسرار التشريع الإسلامي، واتبعنا تلك الإرشادات، وتمسكنا بأدب الإسلام، وسلكنا طريق الحق، فإننا إن فعلنا ذلك تقدمنا، ولكان لنا من وراء ذلك خير كثير، ولكن للأسف الشديد من يذهب الى محاكم الأسرة سيرى مصارين المجتمع المصرى ممزقة هناك، وروي عن‬ أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” رواه الترمذي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى