مقال نقدي للقصة القصيرة “سبحان الله” للكاتب: د/ احمد حافظ

بقلم/ د٠سحر سعيد

تُعد القصة القصيرة “سبحان الله” للدكتور أحمد حافظ نموذجًا للأدب الذي يحمل رسالة إنسانية ودينية عميقة. تقدم القصة تجربة مفعمة بالمشاعر والمواقف التي تثير التفكير والتأمل في قيمة البر بالوالدين، وقدرة الله ورحمته، مما يجعل القارئ ينغمس في أحداثها وينجذب إلى مغزاها الأخلاقي والروحي.  

تحليل الحبكة  

تدور أحداث القصة في إطار زمني ومكاني محددين؛ حيث تأخذنا إلى أجواء الثمانينيات، وسط نهار مشمس وحركة دؤوبة في الشوارع. هذا الوصف الواقعي يساعد القارئ على الاندماج في السياق الزمني والمكاني للقصة. التصعيد الدرامي يبدأ مع انهيار العمارة وصراخ الناس، ليصل إلى ذروته مع قرار الابن الصعود لإنقاذ والدته على الرغم من المخاطر. تنجح القصة في نقل شعور التوتر والترقب، ثم تعود إلى الهدوء مع النهاية المعجزة، عندما ينجو الجميع ويتزامن ذلك مع انهيار العمارة بشكل غريب.  

الشخصيات  

شخصيات القصة بسيطة لكنها محورية في إيصال الرسالة. الابن يُمثل النموذج المثالي للبر بالوالدين، حيث يغامر بحياته لإنقاذ أمه، في حين أن الجموع الغفيرة من الناس تعبر عن المشاعر الإنسانية المشتركة من الخوف والتضرع إلى الله. هنا يظهر دور الشخص الذي يردد “يا رب”، كرمز للإيمان الجماعي والتوجه إلى الله في الأزمات.  

اللغة والأسلوب  

يتميز أسلوب الكاتب بالسلاسة والبساطة، مما يجعله قريبًا من القارئ العادي. استخدم الكاتب ألفاظًا دينية مثل “سبحان الله” و”يا رب”، مما أضفى على النص روحانية قوية. كذلك، فإن استخدام الحوارات الداخلية والخارجية منح القصة بُعدًا حيويًا، حيث ساهمت في تجسيد المشاعر بشكل واضح.  

 الرمزية والدلالات  

تُبرز القصة رمزية العلاقة بين الإيمان والنجاة، فعبارة “يا رب” التي تكررت عدة مرات، تُظهر قوة الدعاء والتوكل على الله في أصعب اللحظات. كما أن تزامن خروج الأم والابن مع انهيار العمارة يرمز إلى رحمة الله التي تحيط بمن يتوكل عليه. من ناحية أخرى، تمثل العمارة التي تنهار دون أن تُحدث أي أضرار للبيئة المحيطة دلالة على قدرة الله الخارقة وتدبيره المحكم.  

الرسالة  

رسالة القصة واضحة ومباشرة؛ فهي دعوة للتأمل في قدرة الله وعظيم رحمته، وكذلك تحث على بر الوالدين، الذي يُعتبر من أعظم القيم الإنسانية والدينية. القصة ليست مجرد سرد ممتع، بل تجربة تأملية تحمل بُعدًا تعليميًا وإلهاميًا.    

تُعد قصة “سبحان الله” نموذجًا للأدب الذي يمزج بين الرسالة الأخلاقية والدينية، مما يجعلها موجهة إلى جمهور واسع يبحث عن الإلهام والتذكير بالقيم السامية.