ذكاء زوجة .. قصة قصيرة بقلم/ رفيده الشافعى

اشتهر رجل فى زمن فات بأن أبيه أرغم عليه الزواج من بنت الجيران التى لاتمتلك إلا القليل من الجمال والمال والنسب ولكنها تشتهر ببساطتها وهى فى تعاملها كالأطفال فى عمر الانطلاق فلا تعرف للهدوء باب . وقد زوجه أبيه هذه الزيجة ليعاقبه على التلفان والسرمحه وراء كل ماهو تالف للأخلاق فمن وجه نظر الأب أنه يزوجه بتلك الفتاه ليتخلص من ابنه ومشاكله. رفض الشاب فى أول الأمر عرض الزواج من تلك الفتاة ولكن بعد ضغط من أبيه وتهديده بحرمانه من الميراث ،وافق الشاب ومرت الايام وهو يلعن حظه كل يوم على هذه الزوجة ،وبعد مرور سنتين توفى أبيه ،وزاد ضيق صدر الشاب بتلك الزيجة وخصوصاً بتصرفات زوجته التى ليست فيها توافق معه ومما يزيد الأمر سوء إنها قبيحه الوجه فهو لايحب أن ينظر إليها. وحاولت الزوجة أن ترضيه بكل الطرق ولكن بلا فائدة وزاد الأمر سوء بينهم بعد موت أبيها وأبيه،وبعد أن ضمن الشاب ميراثه وفي يوم قال الشاب لزوجته ،قال: أنا خلاص طفح بيا الكيل وتعبت منك ومن شكلك واللى غصب عليه الجوازه مات واللى ممكن يزعل عليك مات،وأنا مش هقدر اشوفك أدامى ،فقالت الزوجه ليه كل ده دى أنا لما بخرج الشارع الناس كلها بتجرى ورايه من جمالى، فرد الزوج وقال: ياحلاوة ياولاد طب شوفى يابت الناس أنت هتخرجى وأنا همشى وراءك اراقبك من بعيد لو لقيت واحد بس بيجرى وراءك يبقى نصيب أكمل عقابى وأكمل حياتى واضلمها بيك يازفته قلبى ،وردت الزوجة خلاص اتفقنا ،يانور عينى يازهقان علطول. وبالفعل فى الصباح خرجت الزوجة إلى الطريق وفى الخلف يراقب الزوج تحركاتها ،وإذا فجأة بالزوجة تجرى ويجري كل من خلفها ،والزوج فى دهشه مما يحدث ولا يفهم تفسير الأمر،وبعد وقت ذهبت الزوجة إلى المكان الذى اتفقت مع الزوج عليه ليلتقى معها الزوج ومازالت الدهشه تملأ وجهه، فقالت له الزوجة كل الناس ديه شافت اللى أنت مش قادر تشوفه فيه . كل واحده فيها جمالها بس أنا عشان اتفرضت عليك أنت مش شايف غير الوحش أما لو أنت فتحت لى قلبك وعقلك هتحبنى وهنعيش سعداء فتأسف الزوج من زوجته ،وقال خلاص يابنت الناس أنا اقتنعت وأنت كسبتى الرهان وهكمل معاك. وفى اليوم التالى جلس الزوج يفكر فى حال زوجته وكيف حدث أن تجرى كل الناس خلفها في الشارع. وهو جالس يفكر بالأمر ،فقالت له زوجته مالى أرى حبيبى شارد الذهن،رد عليها زوجها ،وقال: أنا عايز أدخل معاك فى رهان جديد ،فقالت :وما هو يازوجى العزيز ،فقال :اسألك سوال ولو جاوبتي الحقيقة واقتنعت بها سأكتب لك كل ما املك ،فاندهشت الزوجة ولكنها تحمست وردت اسأل يانور العيون قوى قوى. هو أنت عملتى إيه للناس عشان يجروا وراءك ،فقالت : أنا أنا ياتاج راسى فرد الزوج ايوه أنت أنت يامرارة الأيام. فردت الزوجة هقولك بس على شرط فرد الزوج أنت كمان هتتشرطى، اشرطى ياختى اشرطى أم أشوف اخرتها، فردت وقالت: تنفذ الرهان ومتخلفش العهد ،رد الزوج: عليك الأمان قولى. أصلى أنا يانور العين فكرت ،وقلت اخسرك مااقدرش بحبك وماليش حد غيرك في الدنيا دى . انجزى يازوجتى العزيزة شكلك هتخسرى الرهان .فقالت : حاضر حاضر بصراحة أنا كنت بطلع للناس لسانى واغيظهم وأى حد قريب منى أقوله ياعبيط يااهبل ،فالناس عشان كده جريت ورايه ياقلبى ،فضحك الزوج بشدة وقال لها : أنت مش معقوله أنت ازاى فكرت فى كده أنت عملت كل ده عشان تحافظى عليا ، بهرتينى بذكاءك فعلاً أنت ادتينى درس حياتى إن الجمال مش بالشكل وبس ممكن الجمال في الذكاء. أو في خفة الدم أو كلامها وأسلوبها أو أو أنت نجحتى فعلاً بذكاءك إنك تحافظى عليا وعرفت إنك ممكن تتنازلى عن حجات كتير عشان نفضل مع بعض وكسبت الرهان وفعلا أنا هكتبلك نص املاكى ،فردت الزوجة أنا بجد مش عايزة حاجة أنت نصيبى الحلو من الدنيا وتحويشة الأيام وطول ماأنا عايشة هعمل المستحيل عشان تكون سعيد والبيت ده يفضل مليان حب وأمان وود ورحمه.