غرقت الخيام و أهلها بغزّة

ليندة حمدود
ليلة بيضاء على أهلنا بقطاع غزّة أين تهاطلت أمطار الخير ورياح الرحمة وطوفان الفرج على كل النازحين من الشمال للوسط إلى الجنوب.
شتاء غزير لم يكن رحيما بأهل الخيام الذين افترشوا الأرض بعدما تطايرت خيامهم وغرفت أفرشتهم وبللت ملابسهم.
لم ينم الغزيين من قساوة ليلة الأمس فلا فراش دافئ ولا أغطية كاملة ولا وجبات ساخنة ولا ملابس خففت عنهم معاناة الأمس.
شعب استيقظ ولم ينم على طوفان وسيل أرجف قلوب أطفال رضع وماتوا وجعا ومات معهم أبائهم قهرا.
بطون جائعة وأجساد ترتجف من شدة الصقيع وحياة من العدم لا أنظمة أو دول أو حكومات أو سياسة نجدت غزّة لتوقف حربها وتضع حدا لهذه القساوة في حق شعب مسالم وقف مع العالم في كل محنه.
تكالبت كل قوى الأرض على غزّة ودمرتها بقصف ونسف وإبادة واليوم بسيل وطوفان تغرق غزّة وتطلب النجدة من أمتها فلم يعد هناك مأوى لأهلنا المشردين والنازحين في العراء .
برد وصقيع ومطر وحصار وقصف جمعت كل المعاني المؤلمة حياة ويوميات المواطن الغزاوي الذي نجا من الموت واليوم ينتظر في زحام شعبه نجاة من البرد والشتاء.
أطفال ونساء وشيوخ وشباب يعيشون اليوم قساوة ومٱسي .فليالي الشتاء الدافئة في العالم وبمحيط دولنا العربية في بذخ لن تكون دافئة في حياة الخيام المتجمدة.فلا سبيل لإيقاف هذه المعاناة من غير الإعلان عن وقف الحرب وإغاثة إستعجالية لإدخال المساعدات للقطاع.