سميرة حمود تكتب الوحدة: طريق إلى النور والذات

اول مقال في 2025 ✍️
الوحدة: طريق إلى النور والذات
بقلم سميرة حمود
الوحدة شعور قاسٍ يتسلل إلى الروح في لحظاتٍ من العزلة، لكنها في عمقها ليست عدواً، بل صديق يحمل معه هدايا لا تقدر بثمن. هي مدرسة لا تعلمنا فقط مواجهة أنفسنا، بل تجعلنا نرى الحياة من منظور أعمق وأكثر وعياً. فالوحدة، رغم ألمها، هي طريق يضيء العقل ويكشف عن أسرار الكون والنفس، ليحملنا نحو أفق جديد من الفهم والنضج.
عندما نجد أنفسنا وسط جدران الوحدة، نصبح قادرين على التعمق في ذاتنا، بعيداً عن صخب العلاقات وتداخل المصالح. هنا تتفتح العقول وتتسع الآفاق. في صمت الوحدة، نسمع أصوات الحكمة في داخلنا، ونرى العالم بعيونٍ أكثر وضوحاً. كل ألم تحمله الوحدة يتحول إلى قوة، وكل لحظة عزلة تضيف إلى رصيدنا من الخبرة والتأمل.
لكن الوحدة ليست وجهة نهائية، بل رحلة نحو الروحانية وفهم الذات. هي الطريق إلى استنارة العقل والروح، وهي القوة التي تجعلنا نبحث عن ذواتنا الحقيقية بعيداً عن الزيف.
من هذا العمق، قد نبدأ برحلة البحث عن “توأم الروح” – تلك الروح النقية التي تتناغم معنا، تشاركنا مغامرة استكشاف أسرار الكون، وتضيف إلى رحلتنا بُعداً جديداً من السمو والإدراك.
ومع ذلك، لا يمكننا المساومة على هذا الحلم. الروح البديلة التي تُفرض علينا، دون انسجام حقيقي، تُهدد بتشويه جمال التصالح الداخلي الذي بنيناه في عزلة الوحدة. تلك الأرواح التي تتحكم بها عقلية مادية باردة قد تظلم أرواحنا، وتغلق أبواب الشفافية والحس الروحي العميق.
إذن نحن أمام اختيار عميق وحاسم: إما الوحدة التي تُهذّبنا وتُقوّينا، أو توأم الروح الذي ينسجم معنا ليشاركنا رحلة النور. في كلا الحالتين، نحن لا نخسر، بل نربح حكمة الحياة وشفافية الروح.
تحياتى لكم.. سميرة ✍️