أحمد عدوية بين القبول والرفض .. بقلم / الباحث والناقد د. أحمد حافظ

أحمد محمد مرسي العدوي الشهير بأحمد عدوية مواليد 26 / 6 / 1946 هو مطرب شعبي مصري ومن أهم المطربين الشعبيين في فترة السبعينات وكان له أثر كبير علي مسار الأغنية الشعبية بعده فهو الأب الروحي لمن جاء بعده مثل حكيم ونبدأ بحثنا في رأي المطربين والملحنين وشهاداتهم له ففد مدح عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ صوته لدرجة أن عبد الحليم حافظ غني له أغنيته السح الدح إمبو وغني عدوية خسارة خسارة في إحدي الحفلات الخاصة .
بدايته : كان يقوم بالغناء في الأفراح والحفلات وجاءت شهرته عام 1972 عندما غني في حفل عيد ميلاد المطربة شريفة فاضل والذي كان يحضره عدد من الفنانيين والصحفيين ومن بينهم صاحب كازينو الأريزونا وعرض عليه العمل هناك وبدأت الشهرة حيث قام بتسجيل إسطوانته في شركة صوت الحب وكانت أشهر أغانيه- السح الدح إمبو – زحمة يا دنيا زحمة – سيب وأنا سيب .
وإستعانت به السينما ليغني في الأفلام بسبب شهرته وأسند إليه بعض الأدوار الكوميدية لكنه فشل ولم ينجح كممثل لعدم وجود موهبة التمثيل ولكنه إستمر في الغناء وعن أسباب منعه من الغناء في الإذاعة كتب مصطفي المنشاوي في 4 / 5 / 2014 أن المطرب أحمد عدوية قال أنه أول مطرب مصري يبيع مليون نسخة في مصر بأغنية سلامتها أم حسن وهو كان أحد أسباب نجاح أفلام كثيرة وأن المنتجين كانوا يصرون علي وضع أسمه علي الأفيش لجذب الجمهور وأوضح عدوية في برنامج صاحبة السعادة علي قناة سي بي سي عن أسباب منعه من الغناء بالإذاعة هو أغنية السح الدح إمبو مشيرا إلي أن البعض كان يري أنها مسفة وهابطة برغم أن أغنياته كان يكتبها له عمالقة الشعراء أمثال مأمون الشناوي والذي إكتشفه وكتب له أغنبة سيب وأنا سيب وسلام مربع ولحن له عمالقة التلحين أيضا كالموجي ومكاوي وبليغ حمدي وكان مؤلفه هو حلاقه الخاص حسن عثمان والذي كتب أيضا لمحمد رشدي وتابع عدوية أن حليم إندهش من حفظه كركشندي قائلا له : غنيتها وحفظتها إزاي دي يا أحمد وكان ذلك في لقاء جمع بينهما في أحد الفنادق بلندن .
ويقول الكاتب مصطفي وافي عن أسباب عدم إذاعة أغنيات أحمد عدوية أنه كان ظاهرة مخطط لها لأن ناس مهمة في سوق صناعة الكاسيت دعموه بشدة مثل : مأمون الشناوي وكان للإنفتاح الإقتصادي ظهور طبقة جلست علي قمة الإقتصاد تفاعلت مع هذا اللون وكذلك الطبقة الكادحة كما أطلق أحمد عدوية بأنه مطرب هذه الطبقة المكافحة إلا أن الطبقة المتوسطة لم تستوعب تلك النوعية ولم تتفاعل معه وأنكرته إنكارا تاما وتفاعل معها الإذاعة والتليفزيون وإعتبرت أغانيه إسفافا ودون المستوي الفني ولابد من الوقوف ضده ومحاربته ولكن من رأي الباحث أن معظم أغانيه كانت ذات معني وأن هناك أغاني مسفة كثيرة قام بغنائها كثير من المطربين المشاهير الذين سبقوه كما أن ألحان أغانيه علي مستوي جيد وأنه يتمتع بصوت يفوق ما نسمعه من مدعي الطرب هذه الأيام ولكن لكل حقبة من حقبات التاريخ قد تكون الأحكام من الجماهير تجاه مطرب أو ممثل أو كاتب ظالمة يتداركها أجيال جديدة وتقوم بتصحيح المفاهيم وإعطاء الحق لصاحبه سواء كان متواجدا في الحياة أم توفي
واخيرا قد سجلت الموسوعة الموسيقية العالميه أن أم كلثوم وأحمد عدوية هما اهم وأفضل من طورا الموسيقى المصرية عبر تايخها