الزهرة العناق تكتب: ظواهر غريبة

الحياة مليئة بالمفارقات التي تجعلنا نقف متأملين أمام ظواهر تثير التعجب والدهشة. ومن بين هذه الظواهر، أن نجد شخصا قفز فجأة من أبسط المواقف إلى مناصب رفيعة لا تتناسب مع كفاءته أو قدراته. وفي مثل هذه المواقف، يتردد المثل الشعبي “من الحمارة إلى الطيارة”، ليعبر عن صدمة المجتمع تجاه من يتولى منصبا دون استحقاق.
هذا المثل يحمل في طياته نقدا مبطنا للواقع الذي قد يفسح المجال لأشخاص غير مؤهلين للوصول إلى مراتب ليسوا أهلا لها. هذا المثل ليس مجرد تعبير عن التغيير المفاجئ، بل يسلط الضوء على فقدان التوازن بين المنصب والشخص الذي يشغله.
لهذا لا يجب أن يفهم المثل “من الحمارة إلى الطيارة” كدعوة للسخرية أو الاستخفاف، بل كتحذير من الظلم الذي قد يطال الأفراد والمجتمعات إذا لم يتم اختيار المسؤولين بعناية. المناصب ليست مجرد ألقاب، بل مسؤوليات ضخمة تتطلب وعيا، وحكمة، وخبرة.
في مجتمع يعاني من تداخل المصالح وسيطرة العلاقات الشخصية على معايير الكفاءة، يصبح الطريق إلى المناصب معبدا بالواسطة لا بالكفاءة، وبهذا تظهر نتائج غير مرضية تؤثر على مسار المؤسسات والمجتمعات ككل.
✍️ما هي يا ترى الآثار السلبية لتولي غير المؤهلين المناصب العليا
أول شيء:
فقدان الثقة بالمؤسسات: عندما يلاحظ العامة أن المناصب تمنح دون معايير عادلة، يفقدون ثقتهم في النظام، ويشعرون بعدم جدوى الاجتهاد والعمل الجاد.
ثاني شيء:
ضعف الأداء: من يتولى منصبا دون خبرة أو كفاءة سيؤدي إلى قرارات ضعيفة وغير مدروسة تؤثر سلبا على المنظومة بأكملها.
ثالث شيء:
إحباط الكفاءات: حين نجد ناس لا تستحق منصبا ما في مواقع حساسة للمسؤولية، تحبط المواهب الحقيقية التي تمتلك القدرة على إحداث الفرق.
✍️ لكل معضلة حل لتجنب هذه الآفة
★وضع معايير صارمة: يجب أن تحدد الكفاءة والخبرة كمعيار أساسي في اختيار الأشخاص للمناصب، بعيدا عن العلاقات الشخصية أو المصالح.
★إعلاء قيم الشفافية: يمكن بناء مجتمع عادل ومتماسك من خلال توضيح الآليات التي تمنح بها المناصب ومحاسبة من يخالفها.
★تشجيع الكفاءات: توفير الفرص للعقول النابغة ودعمها يعيد التوازن إلى مسار العمل المؤسساتي.
أخيرا، علينا أن نتذكر أن الارتقاء الحقيقي ليس في تقلد المناصب، بل في الكفاءة و الإنجاز. أما القفز لأعلى سلم دون استحقاق، فهو سقوط مقنع لن يلبث أن ينكشف حين تحين لحظة الحقيقة.