الروبوت ..الوحش الذى نطعمه

احمد الحسيني 

 

 

لا شك أن الطفرة الهائلة التي أحدثتها ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الروبوتات قد حولتها من كونها مجرد لعبة أطفال إلى آلة تساعد الإنسان في أعماله المنزلية، ثم إلى عصر الإرادة الحرة بميلاد “صوفيا”، أول روبوت يحصل على الجنسية من المملكة العربية السعودية. هذا الحدث يعد إيذانًا بميلاد عهد جديد، ولكن يبدو أننا أطعمنا الوحش الذي سيجهز علينا.

لقد حذر «عراب الذكاء الاصطناعي» البروفيسور جيفري هينتون من أن «الإيه آي» قد يقضي على الجنس البشري خلال العقد المقبل، معترفاً بشعوره بالندم على دوره في خلق هذه التكنولوجيا، بحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية. هذا التحذير الجاد يسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي يمكن أن تنشأ من تطوير الذكاء الاصطناعي دون رقابة أو حدود.

الروبوتات: من خدمة الإنسان إلى تهديده

لقد بدأت الروبوتات كأدوات بسيطة تُستخدم في خطوط الإنتاج والمنازل. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه الآلات أكثر تعقيدًا وقادرة على أداء مهام معقدة بل واتخاذ قرارات بشكل مستقل. مثال على ذلك هو الروبوت «صوفيا»، الذي يمثل قفزة نوعية في تطوير الروبوتات البشرية ولكن مع هذه التطورات تأتي التحديات. ماذا سيحدث إذا تجاوزت الروبوتات حدودها؟ هل يمكن أن تصبح تهديدًا للبشرية كما يحذر الخبراء؟ يشير البروفيسور هينتون عالم الكمبيوتر البريطاني (77 عاما)والحائز على جائزة «نوبل» في الفيزياء هذا العام إلى ضرورة فرض تنظيم حكومي أكثر صرامة على شركات الذكاء الاصطناع نظراُ لأن قدرة الذكاء الاصطناعي على التطور الذاتي قد تجعله يتفوق على قدرات البشر فى المستقبل خصوصا اذا تم استخدام البطاريات المستدامه فنصبح امام كائن لايحتاج الى الانسان على الاطلاق حتى الطاقه ستكون متاحه له على الدوام من خلال بطاريات الطاقه النوويه ، مما يثير مخاوف بشأن خروجه عن السيطرة في المستقبل وتوقع هينتون أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى سقوط البشرية في غضون ثلاثة عقود كما اعرب عن ندمه عن مشاركته فى هذا التطوير الكارثى الذى ربما يكون بداية نهاية العالم والبشريه معا .

التحديات والمخاطر

من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم مع تزايد اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي:

1. فقدان السيطرة: قد تصل الروبوتات إلى مرحلة تتخذ فيها قراراتها الخاصة بدون تدخل بشري.

2. التأثير على الوظائف: قد يؤدي الاعتماد المتزايد على الروبوتات إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية.

3. الأمن والسيطرة: يمكن استخدام الروبوتات في الأغراض العسكرية أو الهجمات السيبرانية، مما يشكل تهديدًا للأمن العالمي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يعتقد الكثير من الخبراء أن المستقبل يحمل تحديات وفرصًا على حد سواء. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين حياتنا إذا تم تطويره بشكل مسؤول، مع وضع قيود وضوابط تمنع أي استخدام ضار.

في النهاية، يجب أن ندرك أننا دخلنا عصرًا جديدًا حيث أصبح للروبوتات دورًا حيويًا في حياتنا. يبقى السؤال هو: هل سنتمكن من السيطرة على هذا الوحش الذي أطعمه الذكاء البشري، أم أنه سيتحول إلى تهديد وجودي لنا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى