الطموح والإحباط.. بين رفعة الهمم و مكائد الوهم

الطموح شعلة لا تنطفئ، يضرمها القلب المتعطش للعلى، ينير بها دربا شاقا من التحديات، حيث كل خطوة ترفع صاحبها درجات في سماء العز.
أما الإحباط، فهو دخان الأحلام إذا أطفأت شرارتها، يتسلل خلسة إلى الأرواح المتعبة، فيعيش في زواياها المعتمة.
الطموح ليس مجرد فكرة عابرة تداعب الخيال، بل يقين في النفس يدفعها لاقتحام المستحيل، و مجاهدة الصعاب دون ملل.
أما الإحباط، فهو الخديعة الكبرى، يتقن لعبة التشكيك، و يغرس سهام التردد في أعماق الروح، ليتركها في حيرة بين السير والتوقف.
من يريد أن يتغلب على الإحباط، عليه أن يعيد صياغة أحلامه كلما واجهته الرياح العاتية. فلا يكون الطموح قوة حقيقية إلا حين يقف شامخا في وجه العواصف. وكلما زادت حدة الإحباط، كان دافعا جديدا لصقل الإرادة، مثل الحديد الذي يزيد بريقه مع كل طرق عليه.
الطموح هو قصيدة الروح، والإحباط هو الصمت الذي يقتل الموسيقى بداخلها.
فلا تترك للأفكار المحبطة سبيلا لتحطيم أجنحتك، بل اجعلها زادا لتحلق أعلى.
الطموح ليس مجرد طريق طويل، بل رحلة مستمرة لا تنتهي، تتجدد مع كل هدف يحققه الإنسان و تنبثق منه أحلام أخرى أكثر عمقا و امتدادا.
الطموح أشبه بنهر جار، يبدأ من منبع الإرادة و ينساب عبر تحديات الحياة، حتى يصب في محيط الإنجازات.
طول الطريق لا يقاس بالمسافات، بل بالعزيمة التي تدفعك للاستمرار. فكل عثرة هي خطوة نحو القمة، وكل عقبة تصقل صلابة الروح و تزيدها قوة.
الطموح لا ينتهي مع الوصول إلى غاية واحدة، بل يفتح أبوابا لآفاق جديدة، تجعل الرحلة ذات معنى دائم ومتجدد.
الطموح ليس طريقا طويلا بقدر ما هو مسار ممتد في عمق الحياة، يقودك نحو الأفضل ما دمت تؤمن به وتعمل لأجله.
لهذا حين يقال لك أن الطموح طريق طويل، فلا تصدق أنه ينتهي مع وصولك لهدفك، لأنه يظل ممتدا مع امتداد العمر، متجددا كالشمس التي لا تغيب. أما الإحباط، فهو كالسحاب العابر، وإن تلبد، لا يدوم طويلا أمام شمس الإرادة الصادقة.
فلا تدع خيوط الأوهام تسحبك إلى وديان الضعف؛ و كن كالطائر الذي لا تعيقه السماء مهما ثقلت أجنحته.
كن سيد أحلامك، و مروض مخاوفك. الطموح لك، والإحباط عابر في مملكته، فلا تجعله سلطانا عليك.