المهاجر .. قصيدة للشاعر: أدهم بصول

 

 

صباح الخير يا وطني

ألا تزال تذكرني

ألا تزال تعرفني

أتذكر ام نسيت وقع خطواتي

بطرقاتك

 

ملامحي تغيّرت

كبرت قبل موعدي

 وشاب العمر فيّ قبل موعدهْ

أنا الطفل الذي أضاع مركبه

على طريق عودته

 

مهاجراً طوال العمر لكن فيّ مسكنك

على حبّك نمت لغتي

وأزهرت حروفي سوسنه هنا

هنا جوري

هنا حبّك غرستهُ 

سنيناً بين اضلعي

فهل ما زلت تذكرني

 

قضيت العمر مرتحلاً

غريباً في بلاد الظلّ ما من أحد يعرفني

وحيداً أعتصر ألمي

وحيداً أرتشف فرحي

بعيداً عنك يا وطني

عن الأحباب والأصحاب عن نفسي

فكم أشتقت يا وطني 

لأهلي أصدقائي كلّ جيراني

لطعم الحب ْبأنفاسك

 

وها أنا أعود مرّةً أخرى

أليك حاملاً قلبي

وتعب العمر منهكاً

لأرمي كلّ أثقالي

بأحضانكْ

 لتسعفني وتشفي لي جراحاتي

تبعثر غربة السنين من قلبي

تلملمني وتجمع كلّ أشلائي

وتزرعني بأكنافك

كتينةٍ كزينونة

وتسقيني بأنفاسك

لترتوي شراييني

وتمحو فصل غربتي

إلى الأبد ْ

 

أعودك مرّةً أخرى

لحيّنا لعائلتي

وأصحابي

إلى ذاتي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى