المخدرات المصنعة وخطرها علي الإنسان.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الحكيم الرءوف الرحيم الذي لا تخيب لديه الآمال، يعلم ما أضمر العبد من السر وما أخفى منه ما لم يخطر ببال، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، الكل تحت قهره ونظره في جميع الأحوال، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيب، فاللهم صلي عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد لقد حذرت الشريعة الإسلامية من المخدرات لما فيها من أضرار علي الإنسان، وأما عن المخدرات المصنعة فهي مجموعة من المواد المستخلصة أو الممزوجة أو المضافة أو المحضرة من نباتات موجودة في الطبيعة تحتوى على عناصر مخدرة فعالة مخدرات طبيعية. 

وينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي إعتمادا وإدمانا نفسيا أو عضويا أو كلاهما وأهمها هو الكراك، والكوكايين، والديوكامفين، والسيدول، والكودايين، والهيروين، والمورفين، أولا المورفين وهو يعتبر من أشهر مشتقات الأفيون المصنعة ويمثل حوالي خمسة عشر بالمائة من مكونات الأفيون الخام وعرف لأول مرة في القرن السادس عشر غير أن الوثائق الطبية تشير إلى عام ألف وثماني مائة وأربعه ميلادي، عندما ذكر العالم، وتتم صناعة المورفين عن طريق تحليل مادة الأفيون الخام كيميائيا وبإستخدام التسخين لإنتاج مسحوق أبيض عديم الرائحة مر المذاق يمكن تسويقه صلبا أو مذابا في سوائل خاصة كما يمكن إنتاجه في صورة أقراص، ويصف العلماء المورفين كمخدر يتسبب في اعتماد نفسي وإعتماد عضوي. 

لأنسجة الجسم والإقلاع عن التعاطي يترك أعراضا إنقطاعية قاسية تستدعي علاجا ورعاية صحية، ويتفق العلماء بأن المورفين هو عقار طبي له إستخداماته الخاصة في بعض الأحيان غير أنه بالتأكيد مركب خطر يسبب إدمانا سريعا وشديدا وربما كان ذلك مدعاة ما اتخذ من إجراءات صحية حازمة تحد من إستخدام الدواء وصرفه وتسويقه وتنحصر إستخداماته حاليا في بعض حالات السرطان المتقدم وجلطة القلب الحادة والحروق الشديدة والصدمات العصبية نتيجة النزف الشديد وبعد بعض العمليات الجراحية ويتم وصفه بجرعات محدودة ولفترات قصيرة للغاية، وعند الإقلاع عن تعاطي المورفين يواجهه المدمن مجموعة من أعراض الإقلاع خلال فترة تتراوح بين يوم أو يومين وأهم تلك الأعراض هو التوتر والهياج والأرق.

وحكة شديدة بالجسم وإفراز العرق بغزارة والرغبة الجامحة في البحث عن جرعة جديدة ويصف المدمنون شعورهم خلال تلك المرحلة بآلام جسدية متفرقة وكثيرا من المدمنين يلجئون إلى تناول جرعات متزايدة تزيد عن مائة ملليجرام من المورفين قد تصبح مميتة خلال فترة تتراوح بين ستة إلي اثني عشر ساعة، وقد رصد العلماء أن العديد من مدمني المورفين عن طريق الحقن يصابون بالتهابات شديدة تحت الجلد أو تجلط بالأوعية الدموية إضافة إلى معدلات متزايدة من الأمراض المتناقلة عن طريق الحقن الملوثة وأهمها مرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى