صفات وسوءات اصحاب صفحات التواصل الاجتماعي بقلم : الجيلوجي / مؤمن شحاته

بعد أربعة عشر عاما مر وفات

ومن خلال متابعتنا لصفحات التواصل تستطيع بكل سهولة قراءة أصحابها دون أن تلتقي بهم

أي حد سطحي يستطيع فعل هذا دون تعمق ودون تفحيص وتدقيق

واحنا أطفال في المرحلة الابتدائية كنا بنصنف ونفرز المدرس والمدرسة ونحلل شخصياتهم

لأنهم يعرضون أنفسهم علينا يوميا من خلال شرح الدرس أو من خلال حكاية يقصها علينا أو من خلال حوار مع تلميذ أو تلميذة

أو من خلال اهتمام ونظرات وعطف وعصبية وانضباط وتسيب وأناقة وإهمال وابتسام وعبوس

وغير ذلك من الصفات التي تم رصدها بواسطة طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره فرصد وحلل وترجم وخزن

فما بالك بمواقع التواصل التي تكاد تكون :

قد رفعت الأسقف عن البيوت

وأزالت أوراق التوت

وكشفت ستر شخصيات بتعدي علينا يوميا وتفوت

فأصبحنا عرايا نرى سوءاتنا ونعرض صفاتنا وربما نعرض غير صفاتنا

صفحات التواصل عرضت علينا ألوان من البشر غدوا وعشيا

احترمنا منهم أشخاص واحتقرنا آخرين

رفعنا من شأن أشخاص ووضعنا من شأن آخرين

دون أن نلقى هذا أو نلتقي بذاك

رأينا من أحاط نفسه بسياج ورأينا من مزق ملابسه أمام أعيننا

رأينا من صنع لنفسه تاريخ وكون عائلة وهو في الأساس بلا هوية

ورأينا من رفع راية الدين ليضفي قداسة لم يستطع الحصول أو الوصول إليها إلا في حياة افتراضية

رأينا من يفتح صفحته كشباك فقط ينظر من خلاله على صفحات الآخرين فيتنهد ويتأوه ويدعي العقل والحكمة وهو في الأساس مشغول بمعرفة حياة الناس وأسرارهم وصفاتهم وأحوالهم

رأينا من لا يجيد أن يعلن عن نفسه فنظر إلى صفحة آخر وأصبح شغوفا بها وقرر أن يصنع ما يصنع صاحبها ويتصنع ويتقمص شخصيته

فيكتب كما يكتب
ويفعل مثلما يفعل
ويحزن كما يحزن ويحتفل بنفس طريقته فينام عليه ويصحو عليه واضاع وقته وعمره في ذلك

رأينا المتكبرون
والمتواضعون

رأينا النرجسيون
وناكروا الذات

رأينا أصحاب البصمة
ورأينا سارقوا البصمة

رأينا أصحاب الاعتزاز
كما رأينا المتنطعون

رأينا الأيادي العليا
كما رأينا الأيادي السفلى وآكلوا السحت

رأينا من يريد أن يفضح ويشوه
ورأينا من حمل لواء الستر

رأينا المعقدين والبسطاء

رأينا السوقة ورأينا المحترمون

رأينا الحنجوريين والرعاع
ورأينا أهل الثقة والهدوء والإنضباط

تابعنا فتوبعنا

علقنا بحب
وعلقنا أحيانا مجاملة
وعلقنا أيضا بنفاق

كتبنا بتلقائية
وكتبنا للإفادة
وكتبنا للفت الأنظار

وكتبنا لأن غيرنا كتب
ونشرنا لأنه نشر

شخصيات أصلية باختلاف بصماتها وشخصيات فالصو وأصلها (False)

وشخصيات مسوخ باختلاف قاذوراتها الإنسانية ومحتواها العفن

تغيرت الدنيا

أصبح من كنت تكتشفه بعد عشرة طويلة تدوم عشرات السنين

الآن تستطيع كشفه في ساعة واحدة عن طريق التجول في شوارع وحواري صفحته الشخصية حتى وإن كانت غير نشطة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى