المداومة على الطهر والعمل الصالح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد أسأل اله أن يطهرنا وأن يستر نساءنا وبناتنا واعلم أنه تأتى كبيرة الزنا بعد كبيرة القتل ومع ذلك فإن تبت إلى الله تعالي وصدقت فى توبتك وقبل الله منك التوبة فأبشر، فإن الذى سيتولى تخليصك وتطهيرك يوم القيامة من صاحب الذنب هو الغفور الرحيم جل جلاله، فالمهم أن تصدق فى التوبة

وأن تبكى دما بدل الدمع على كبيرة الزنا التى وقعت فيها، وأن تبكى دما بدل الدمع، ولتقلع ولنتب ولتستغفر ولتداوم على الطهر والعمل الصالح، اسمع ماذا قال المصطفى صلي الله عليه وسلم والحديث رواه الإمام مسلم وابو داود وغيرهم من حديث بريدة رضي الله عنه حيث قال يريدة جاء ماعز بن مالك وهو رجل زنى فى عهد المصطفى صلي الله عليه وسلم وهو محصن، أى متزوج، فجاء للنبى صلي الله عليه وسلم وقال طهرنى يا رسول الله فقال له النبى صلي الله عليه وسلم “ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه” فذهب ماعز غير بعيد فجاء إلى المصطفى صلي الله عليه وسلم وقال طهرنى يا رسول الله فهو لا يصبر، ويريد أن يطهر فى الدنيا قبل الآخرة فقال له النبى صلي الله عليه وسلم للمرة الثانية ” ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه”

ولذلك قال ابن تيمية أن الأصل فى الكبائر التوبة قبل إقامة الحد، فهي التوبة، ولكن ذهب ماعز غير بعيد فجاه إلى المصطفى صلي الله عليه وسلم وقال طهرنى يا رسول الله فقال له النبى للمرة الثالثة “ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه” فذهب ماعز غير بعيد فجاء إلى المصطفى صلي الله عليه وسلم وقال لقد زنيت يا رسول الله طهرنى، فسأل النبى صلي الله عليه وسلم أصحابة وقال” أبة جنون؟” قالوا لا، قال النبى ” أشرب خمرا؟” فقام رجلا من الصحابة فاستنكهة أى شم نكهته، أى رائحة فمه، فقال لا لم يشرب خمرا يا رسول الله، فأمر النبى صلي الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه رجما بالحجارة حتى الموت، فهذا هو حد الله تعالي لمن زنى وهو محصن أى متزوج فمضى يومان أو ثلاثة ثم عاد النبى صلي الله عليه وسلم إلى أصحابة وقال لهم ” استغفروا لأخيكم ماعز بن مالك” 

فقالوا غفر الله لماعز بن مالك، فقال المصطفى صلي الله عليه وسلم ” والذى نفسى بيده لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم” وفى رواية أبى داود قال النبى” استغفروا لأخيكم ماعز بن مالك” غفر الله لماعز بن مالك فقال المصطفى صلي الله عليه وسلم “والذى نفسى بيده إنه الآن لفى أنهار الجنة ينغمس فيها”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى