الأخلاق معاملة .. بقلم: الزهرة العناق

عامل الناس بأخلاقك، لأن الأخلاق مرايا النفوس الراقية، و بصمة تنفرد بها الأرواح النقية.لا تنجرف مع أفعال الآخرين و تسير نحو ما لا يليق بك.كن كالشمس، تشرق بنورها رغم كل ما يحيط بها من ظلام.
الأخلاق ليست ردود أفعال، بل هي قرار واع بأن تكون كما أنت، لا كما يريدونك أن تكون. لا تمنح الآخرين سلطة تشكيلك وفق أهوائهم؛ فأنت صانع القيم. كن رفيعا كالنجم في السماء، لا يتأثر بمن يراه صغيرا أو كبيرا، بل يبقى دائما في علوه و ثباته.
مكارم الأخلاق هي روح تتجاوز الحدود و الشرائع، و وهج يسكن الأعماق قبل أن تسطره التعاليم أو تنطق به الكتب. إنها لغة كونية تنبض بها القلوب الراقية، وحكمة أزلية تختبر بها الأرواح النبيلة قدرتها على العطاء بلا مقابل.
الأخلاق ليست مجرد وصايا تتلى أو طقوس تمارس، بل هي بصمة خالدة تميز الإنسان، وفن عظيم ينبثق من أعماق الذات، حيث يتجلى التواضع، و تتعانق الرحمة مع القوة، و يزهر الصدق في أفعال تعلو فوق المصالح.
إنها إرث الإنسانية المشترك، تتجلى في ابتسامة تمنح الأمل، وفي كلمة تشع نورا وسط عتمة اليأس، وفي يد ممدودة، لا تسأل عمن يستحق، بل تنبض بحب يكفي الجميع.
الأخلاق الحقيقية ليست مقيدة بزمان أو مكان أو بشخص، بل هي شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تمد ظلها لمن يعرف قيمتها ومن يجهلها على السواء.
تذكر أن من يحمل قلبا طاهرا لا تلوثه أدران الحقد، ومن يملك روحا ناصعة لا يبدل نقاءه بغبار الخلافات. اختر دائما أن تكون الجسر الذي يعبر به الآخرون نحو النبل و الأخلاق الحميدة، لا حجر العثرة الذي يوقف خطاهم.