الدكـــروري يكتب: مخدر الديوكامفين

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله و صحبه ومن دعا بدعوته واقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد يا شباب الأمة إحذروا المخدرات والمسكرات والمفترات فإن تعاطيها عدوان على الجسم والعقل والنفس والدولة والمجتمع، وليس من عاقل منحه الله تعالي العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله. 

أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، والشخص المدمن قادر على أن يتعافى بإذن الله إن وجدت النية الصادقة والإرادة القوية والبعد عن صحبة السوء، وسلوك الطريق الصحيح للعلاج والتعافي، وحمى الله عز وجل شباب الوطن والمسلمين من شر الوقوع في وحل الإدمان وأتون المسكرات والمخدرات ومن عقوبات الدنيا والآخرة فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، وأما عن مخدر الديوكامفين وهو مزيج من الكودايين والكافور والبلادونا وبالتالي يرجع مفعوله إلى محتواه من المورفين وقد تم تصنيعه كعقار مسكن للآلام ومهدي للتوتر وسرعان ما عمد المدمنون إلى تعاطيه سواء في صورة أقراص أو بحقنه تحت الجلد وهو كجميع مشتقات المورفين. 

يترك تبعية جسدية ونفسية لدى المدمن وإن كان ذلك أقل تأثيرا من المورفين ولقد سارعت الدول المتقدمة ومن بينها دولة الكويت إلى تقنين وتنظيم صرف وتداول هذا العقار، فيا أيها المسلمون إن المبتلى بهذه القاذورات، لا يملك تفكيرا سويا، ولا قدرة على حسن الإختيار، فهو ألعوبة بيد تجار الموت، تجار فجار، يجنون الأموال الملونة بالدماء، والملوثة بدماء الضحايا، هذا المبتلى يخسر نفسه ودراسته، ووظيفته، وماله، وسمعته، وصحته، وأهله، يعيش حياة الإنعزال والإهمال والكسل والقلق والإضطراب، محطم الإرادة، حياته خمول وعدوانية، وإكتئاب وخوف، فهو أضرار بدنية ونفسية وإجتماعية وإقتصادية وبيئية، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ومع هذا كله فإن المبتلى مريض يجب علاجه. 

وليس مجرما يلزم عقابه، وومن أهم وسائل العلاج هو التمسك بالدين وإلتزام القيم الأخلاقية، والإستقامة على أمر الله، والإلتزام بشرعه، وأداء ما افترض الله والبعد عن ما حرم الله وإذا ضعف وازع الدين سهل تقبل الأفكار المنحرفة، والقيم الفاسدة، نسأل الله السلامة لنا ولأولادنا، وأن يوفقنا للحفاظ على ديننا وهويتنا ولغتنا، وأن يجعلنا ممن يخدمون لغة القرآن الكريم، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وأعنا على حفظه وفهم مقاصده وخدمة لغته، اللهم احفظ هويتنا وأمتنا من كل سوء، اللهم اجعل لغتنا العربية راية مرفوعة، ووفق أولادنا لتعلمها وإتقانها يا رب العالمين، اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها.

ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، نسأل الله أن يوفقنا لرعاية أجيالنا، وأن يجعل أبناءنا قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى