الجنة درجات بعضها فوق بعض .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس للمؤمنين نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا وأشهد ألا إله إلا الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه صلى الله عليه وسلم أما بعد إن عدد أبواب الجنة ثمانية، كما أخرج الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون” وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد.

ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، فقال أبو بكر رضي الله عنه والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم” قال القرطبي ” قيل الدعاء من جميعها دعاء تنويه وإكرام ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل ” وأخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ” وقد بين عليه الصلاة والسلام سعة أبواب الجنة بحيث يدخل منها العدد الهائل، فورد في سعتها.

قوله ” والذي نفس محمد بيده إنما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى ” رواه البخاري ومسلم والمصراعان جانبا الباب، وورد أن ما بين مصراعيها مسيرة أربعين سنة، فقد روى أحمد في مسنده عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ ” والكظيظ الزحام ورواه مسلم أيضا من حديث عتبة بن غزوان قال ” ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ” والجمع بين الأحاديث أن الجنة درجات، وكلما ارتفعت فيها تتسع، وأن الأبواب بعضها فوق بعض.

فالجنة درجات بعضها فوق بعض وأهلها متفاضلون بحسب منازلهم، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويجنبنا النار، إنه سميع مجيب، واعلموا أن هناك أوقات تفتح فيها أبواب الجنان، فأبواب أبواب الجنة تفتح في شهر رمضان، قال عليه الصلاة والسلام ” إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين ” رواه البخاري ومسلم، وتفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس، روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا ”

وهذا مما يحدو المسلم لأن يجد السير إلى الله بالإيمان والتقوى والعمل الصالح ويجتهد بإستغلال المواسم الفاضلة والساعات المباركة ليصل إلى مراده وبغيته جنة عرضها السماوات والأرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى