مصير الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عهد ترامب

اعداد/ رانيا البدرى
في خضم الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، تزداد التعقيدات الميدانية والسياسية بشكل يعرقل الوصول إلى أي تسوية سلمية قريبة. بينما يواصل الطرفان تبادل الضربات العسكرية في محاولة لتحقيق مكاسب على الأرض، تتعثر الجهود الدولية لإحلال السلام، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه الحرب التي قلبت موازين القوى العالمية وأثرت على الاستقرار الإقليمي. في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال، في حين يستمر النزاع في إعادة تشكيل التحالفات وتحديد مسار العلاقات الدولية.
على الرغم من تعهد ترامب بالتوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن مع استعداده لتولي منصبه يبدو السلام بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى . حسب وكالة أنباء “أسوشيتد برس”.
وأشارت الوكالة الأمريكية – في سياق مقال تحليلي نشرته السبت – إلى أن كلا من موسكو وكييف تسعيان إلى تحقيق مكاسب في ساحة المعركة لتعزيز مواقفهما التفاوضية قبل أي محادثات محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات .ولفتت الوكالة إلى أنه في العام الماضي تقدمت القوات الروسية ببطء ولكن بثبات عبر الدفاعات الأوكرانية، سعيا إلى فرض السيطرة الكاملة على المناطق الأربع في الشرق والجنوب التي ضمتها موسكو في وقت مبكر من الحرب ولكنها لم تسيطر عليها بالكامل، كما شنت موجات من الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار لمحاولة شل شبكة الطاقة الأوكرانية والبنية الأساسية الحيوية الأخرى.وفي المقابل، حاولت أوكرانيا تأمين وتوسيع نطاق توغلها في منطقة كورسك الروسية، كما ضربت صواريخ كييف وطائراتها بدون طيار منشآت نفطية روسية وأهداف رئيسية أخرى مهمة لآلة الحرب الروسية.
وأكدت “أسوشيتد برس” أن الجانبين اتخذا مواقف تفاوضية صارمة لا تترك مجالا كبيرا للتسوية.ونوهت الوكالة الأمريكية أن ترامب بعد أن تعهد خلال حملته الانتخابية بتسوية الحرب في غضون 24 ساعة غير هذا الإطار الزمني في وقت سابق من الشهر الجاري، وأعرب عن أمله في إمكانية التفاوض على السلام في غضون ستة أشهر، فيما قال مرشحه لمنصب المبعوث إلى أوكرانيا كيث كيلوج إنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون 100 يوم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعرب عن استعداد موسكو للمحادثات لكنه أكد أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم “الحقائق على الأرض”، وهي طريقة غير مباشرة للقول إنه يجب الأخذ في الاعتبار مكاسب روسيا على الأرض.كما أشار بوتين أيضا إلى ضرورة أن تتخلى أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسحب قواتها بالكامل من دونيتسك ولوهانسك وزابوروجيا وخيرسون (المناطق التي ضمتها روسيا في سبتمبر 2022)، وهي المطالب التي رفضتها أوكرانيا والغرب. كما تريد موسكو من الغرب رفع العقوبات التي حدت من قدرة موسكو على الوصول إلى الأسواق العالمية ووجهت ضربة قوية للاقتصاد الروسي.