أنتِ و الضباب.. قصيدة للشاعر: محمد رضوان

أنتِ و الضباب.. 

..

ضباب كثيف بيننا

و رغم ذلك أراكِ بوضوح

أسمعكِ بوضوح

أتنفس عطر نزقكِ بوضوح جدا..

ضباب كثيف 

قادم من زوايا الأمس 

يحتل الأفق إلى أمد بعيد

رائحة البحر 

و هدير الموج

قد أغرق الطرقات السوداء

و ممشانا 

أراكِ و تريني

و لا يرانا من أحد 

أصوات السيارات تمضي بجانبنا 

كأطياف هاربة نحو السكون

و مذياع قديم في المقهى البعيد

يثرثر بألحان الشتاء و رائحة البنّ العابرة للضباب..

مشتبكة أناملنا

بقوة أمان

و كأنها تمسك بمجاديف قارب خشبي نحيل

نمضي و نمضي و لا ندري إلى أين نمضي

لا نقطة بدء و لا نقطة وصول

و كأننا نمضي في أزقة العمر الطويل

نضع الفواصل بين حروف اسمينا

كي تصير بلا معنى

كي لا تعرفنا و لا نعرفها..

و نخبئ ذاكرتنا في جيوبنا العميقة

نتبادل معاطفنا السوداء

كي تتسلل رائحتينا إلى مساماتنا

نتبادل قصيدة حب و رواية عشق

نتبادل أكواب القهوة كي نتذوق آثار شفاهنا 

و كأنها قبلة عابرة

حطت على فنن فمنا 

نتبادل الصمت الخجول

و ألف حكاية تتوارى وراء الشفة المرتجفة عشقا

نتبادل كلمات بلا معنى

كي نهرب من كلمة أحبك..

مرتبك بيننا الوقت

كطفل محتجز بين جدران غرفته

و طاقاته العنيفة 

عنيف عشقنا و لا سبيل 

و يبقى الحلم معلقا

و للأحلام بقية 

يا لؤلؤة

في صدفة

في عمق البحر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى