أنتِ و الضباب.. .. ضباب كثيف بيننا و رغم ذلك أراكِ بوضوح أسمعكِ بوضوح أتنفس عطر نزقكِ بوضوح جدا.. ضباب كثيف قادم من زوايا الأمس يحتل الأفق إلى أمد بعيد رائحة البحر و هدير الموج قد أغرق الطرقات السوداء و ممشانا أراكِ و تريني و لا يرانا من أحد أصوات السيارات تمضي بجانبنا كأطياف هاربة نحو السكون و مذياع قديم في المقهى البعيد يثرثر بألحان الشتاء و رائحة البنّ العابرة للضباب.. مشتبكة أناملنا بقوة أمان و كأنها تمسك بمجاديف قارب خشبي نحيل نمضي و نمضي و لا ندري إلى أين نمضي لا نقطة بدء و لا نقطة وصول و كأننا نمضي في أزقة العمر الطويل نضع الفواصل بين حروف اسمينا كي تصير بلا معنى كي لا تعرفنا و لا نعرفها.. و نخبئ ذاكرتنا في جيوبنا العميقة نتبادل معاطفنا السوداء كي تتسلل رائحتينا إلى مساماتنا نتبادل قصيدة حب و رواية عشق نتبادل أكواب القهوة كي نتذوق آثار شفاهنا و كأنها قبلة عابرة حطت على فنن فمنا نتبادل الصمت الخجول و ألف حكاية تتوارى وراء الشفة المرتجفة عشقا نتبادل كلمات بلا معنى كي نهرب من كلمة أحبك.. مرتبك بيننا الوقت كطفل محتجز بين جدران غرفته و طاقاته العنيفة عنيف عشقنا و لا سبيل و يبقى الحلم معلقا و للأحلام بقية يا لؤلؤة في صدفة في عمق البحر