ابراهيم شحاته يكتب: طوفان العودة إلى شمال غزة وارتداداته على الداخل الإسرائيلي

 

كما كان لعملية “طوفان الأقصى” تداعياتها الكبيرة على المجتمع الإسرائيلي، كان للطوفان البشري الذي زحف من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله أمس الإثنين ارتداداته على الداخل الإسرائيلي وسط تفسيرات وتأويلات مختلفة.

وللمفارقة كان القاسم المشترك في المشهدين هو توجيه أصابع الاتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتحميله المسؤولية عما حدث، وتعالت أصوات في معسكر اليمين المتطرف تنادي بالعودة إلى الحرب فورا واحتلال القطاع

وكما أثارت مشاهد ظهور مسلحي حماس مجددا في القطاع، أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات في الدفعتين السابقتين، حفيظة قطاع من الإسرائيليين، جاء مشهد عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، ليطرح العديد من علامات الاستفهام بشأن السردية الإسرائيلية للأهداف المعلنة للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بداية من 7 أكتوبر 2023.

أن القدرة على منع الفلسطينيين من التوجه من جنوب غزة إلى شمالها كانت أكبر ورقة ضغط تملكها إسرائيل على حماس، وكانت إحدى النقاط الشائكة في المفاوضات على مدار الأشهر القليلة الماضية.

اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه قبل أسبوعين ينص على تفتيش المركبات، “لكن من الصور على الأرض فإن هذا لا يحدث بالضبط. حتى لو تم تطبيقه في نهاية المطاف، فقد تحرك الإرهابيون بأسلحتهم دون أن يتم تفتيشهم، الأمر الذي سيغير المشهد في شمال القطاع الذي عمل الجيش الإسرائيلي بلا كلل لتنظيفه من الإرهابيين”.

قدرة تل أبيب على العودة للحرب بنفس القوة التي كانت عليها قبل أسابيع، قائلة إن تلويح المسؤولين الإسرائيليين باستئنافها “قد يكون صحيحا، لكن المشهد سيكون مختلفا تماما عما تركوه عليه، مع تفكيك ممر نتساريم، وعودة جنود الجيش الإسرائيلي للقتال في مناطق ستكون مليئة بالفلسطينيين ومن يدري كم من الإرهابيين”.

وتطرقت إلى ما هو قادم من مفاوضات، معتبرة أن “بعد إطلاق سراح 3 رهائن يوم السبت المقبل، ستفقد إسرائيل المزيد من أوراق الضغط مع السماح لـ 50 جريحا من إرهابيي حماس يوميا بمغادرة القطاع عبر معبر رفح. ومع تبقي أكثر من 4 أسابيع على انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، لا يوجد ما يمنع حماس من العودة إلى حيلها القديمة وتلاعبها عندما يتعلق الأمر بالإفراج عن الرهائن”.

وتساءلت عن النفوذ الذي سيكون لدى إسرائيل عندما تبدأ محادثات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل، في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار لحمل حماس على توقيع اتفاق يعيد جميع المحتجزين إلى ديارهم.

كذلك ألقت صحيفة هآريتس الضوء على مشهد عودة الفلسطينيين إلى الشمال، وركزت على الرغبة الجامحة لدى هؤلاء الأشخاص في عدم ترك ديارهم حتى بعد ما لحق بها من دمار كبير على مدار الأشهر الماضية.

الغارديان الطوفان البشري الذي انطلق سيرا على الأقدام مع إزالة الحواجز الإسرائيلية، التي قسمت القطاع على مدار أكثر من عام، بأنه “طابور مثقل بالمشاعر المختلطة بالفرحة والخوف” على طول الساحل بموازاة البحر المتوسط، وكذلك اصطفاف المركبات عبر طريق آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى