إني أصدقه في خبر السماء.. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله الرحيم الودود، سبحانه من خالق عظيم وبخلقه رؤوف حليم، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله فإن ساعة عظيمة تنتظركم، يجزى فيها الإنسان عن الصغيرة والكبيرة، موقفها عظيم وأمرها جلل فتزودا لذلك وإن خير الزاد التقوى، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، وإن القدس هي أرض النبوات والبركات، فالقدس هي جزء من أرض فلسطين، ولقد وصف الله تعالي هذه الأرض بالبركة في خمسة مواضع في كتابه العزيز فقال تعالي ” الذي باركنا حوله ” حين وصف المسجد الأقصى بهذا، وكما قال الله تعالي ” ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين ” 

وذلك حين تحدث في قصة خليله إبراهيم عليه السلام، وإن صلاة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما لهم في بيت المقدس هو دليل على وحدة الأديان السماوية، وأنها كلها من مشكاة واحدة، وأن الدين الخاتم، الذى نسخ الأديان قبله، وأصبح على كل من عرفه أن يؤمن به هو الإسلام، حيث قال الله تعالى ” ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني” ويحسم هذه المسألة قول النبي صلى الله عليه وسلم الصريح ” والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” رواه مسلم، فهل هو دين واحد، نسعى لإقناع غيرنا به بالتي هي أحسن.

أم هو التعايش بين الإسلام وأديان أخرى تناقض التوحيد، وتشرك برب العالمين؟ فقد كان حادث الإسراء مستغربا عند البشر إلا أن رجلا كأبي بكر الصديق رضي الله عنه لم يخالج هذا الإستغراب داخله، ولم يتردد في تصديقه، فقال له الكفار إن صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ثم عاد، ونحن نقطع أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا، وكان أبو بكر فطنا فلم يقل لهم مباشرة لقد صدق لإحتمال أنهم إفتعلوا هذا الأمر ونسبوه إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما قال إن كان قال فقد صدق إني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء، فإستحق بهذا التصديق أن يكون صديقا، بل من حينها كان جديرا أن يكون ثاني اثنين، وإستحق أن يكون إيمانه أثقل من إيمان الأمة جميعها. 

وقصة الإسراء والمعراج هي قضية الثبات على المبدأ المتمثل في موقف الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه وقضية القدرة الإلهية التي تضمد جراح المخلصين لها وتمدهم بالعون والمدد، والقصة العظيمة يجب ألا تقاس بمقياس العقول البشرية، وهي تدعو الدعاة إلى الصبر على الطريق غير المحفوف بالورود، وتوجه رسالة إلى المسلمين أن يستيقظوا من رقدتهم الطويلة، وأن يهبوا هبّة رجل واحد لتطهير بيت المقدس من أعداء الله الذين قالوا ” يد الله مغلولة ” الذين ذهبوا إلى قبر صلاح الدين ونادوا عليه وقالوا ها نحن هنا يا صلاح الدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى