صلة الرحم في شعبان .. بقلم/ الزهرة العناق

بدأ سباق الزمن نحو رمضان.
تعد أيام شعبان فرصة من ذهب لترميم ما تهدم من روابط القلوب، وتجديد ما بهت من خيوط المودة، و أولى تلك الجسور التي تستحق العبور بثبات هي صلة الرحم. فهذا الشهر ليس مجرد مرحلة انتقالية بين رجب ورمضان، بل هو موسم تزكية النفوس، حيث يتهيأ العبد للقاء شهر القرآن بقلب طاهر خال من القطيعة و الجفاء.
صلة الرحم في شعبان جسور النور قبل رمضان.
في عالم يزداد فيه التباعد و الجفاء رغم تقارب المسافات، تغدو صلة الرحم طوق نجاة، لا لمن تصلهم فحسب، بل لك أنت أولا.
صلة الرحم عبادة تهب القلب حياة. هي ليست مجرد زيارة أو اتصال، بل بلسم يداوي جراح النفوس، ونور يبدد وحشة الأرواح، و رحمات تتنزل على من يسعى لوصل ما انقطع.
إن الأجساد قد تعيش دون غذاء لبعض الوقت، لكن القلوب تذبل سريعا إن حرمت من دفء الوداد
لشعبان خصوصياته، فهو شهر ترفع فيه الأعمال، ومن أراد أن يكتب اسمه في صحائف الطاعة بأحرف من نور، فليجعل صلة الرحم عنوانا لصفحته.
إنه شهر التهيئة الروحية
لاستقبال رمضان بقلب صاف، و روح متسامحة، و همة تسعى للوصول قبل أن تنتظر أن يؤتى إليها.
صلة الرحم ليست معاملة بالمثل، بل خلق يفيض من نبل النفس. فإن أعرض القريب، فاقترب أنت، وإن صد، فابسط يدك، وإن جفت ينابيع الود، فكن أنت غيثها.
لا تجعل قسوة الآخرين مبررا لجفاء قلبك، فمن وصل رحمه ابتغاء وجه الله، وجد بركة في عمره، و رحابة في رزقه، و طمأنينة في دربه.
إن لم تسعفك الظروف لزيارة قريب، فلا تحرم نفسك من أجر الصلة بكلمة طيبة، أو دعوة في ظهر الغيب، أو إحسان يهدى بغير مقابل.
شعبان مدرسة الأخلاق لمن أراد أن يدخل رمضان بقلب نقي، فاجعل صلة الرحم بابك الأول، تكن لك مفتاحا لكل خير يرتقبك في الشهر الفضيل.