“بهانةاليوم” الكاتبه إلهام قطب قصص تحفز الأمل وتكشف خبايا الظلم

كتب – محمود الهندي

 

نظم اليوم بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك برئاسة الكاتب يحيى رياض يوسف مدير المكتبة مناقشة مثيرة لكتاب “بهانة اليوم” للكاتبة إلهام قطب، التي تعتبر من أبرز الأسماء في مجال الكتابة والإعلام. الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة، تسلط الضوء على عدة قضايا اجتماعية هامة، وتعكس رؤى فكرية وثقافية معاصرة. تناقش القصص في الكتاب موضوعات حساسة مثل الظلم، الخيانة، التحديات الشخصية، وأبرزها صورة المرأة في المجتمع .

تنوعت القصص في مجموعة “بهانة اليوم” بين موضوعات الظلم ونجاح النهاية، مما يعكس قضايا معقدة ومؤلمة يعاني منها الكثيرون في حياتهم اليومية. في بعض القصص، يتم تسليط الضوء على الشخصيات التي تتعرض للظلم سواء من أفراد الأسرة أو من المجتمع، لكن الكاتبة لا تترك القارئ في حالة من التشاؤم. بل تحاول أن تبرز في النهاية أن هناك دائمًا فرصة للنهوض والتغيير، مهما كانت الظروف قاسية .

الظلم في الكتاب يظهر في العديد من الأشكال: سواء كان ظلم الأبناء من الآباء الذين يتخلون عن واجبهم، أو من المجتمعات التي لا توفر الفرص المتساوية لكل أفراده. ومع ذلك، نجد أن الكاتبة تؤمن بأن النهاية يمكن أن تكون بداية جديدة، وأن الأمل يظل حاضرًا رغم الصعوبات التي قد يواجهها الأفراد. بعض القصص في الكتاب تنتهي بنجاح الأبطال في تخطي الصعاب والتوصل إلى الحقيقة، مما يضفي على العمل طابعًا من التفاؤل والاستمرار رغم كل التحديات .

أحد المواضيع الأكثر تأثيرًا في كتاب “بهانة اليوم” هو تمثيل صورة المرأة في المجتمع. إذ تتناول إلهام قطب المرأة في أبعاد مختلفة؛ في دور الأم، الزوجة، العامل، والصديقة، وتستعرض التحديات الاجتماعية التي تواجهها في كل هذه الأدوار. توضح كيف أن المرأة، رغم كل الصعوبات التي قد تواجهها، تمتلك قوة داخلية تمكنها من التغلب على الأزمات والظروف الصعبة .

إلهام قطب تدافع عن حقوق المرأة وتدعو إلى توفير بيئة أكثر دعمًا للنساء في المجتمع. فهي لا تقتصر فقط على تصوير المرأة كضحية في العديد من القصص، بل تظهرها أيضًا كامرأة قوية قادرة على التغيير والتطور. في بعض القصص، نجد أن المرأة هي التي تتخذ القرار، وتغير حياتها وحياة من حولها. وهذا يبرز دورها كمحور أساسي في بناء المجتمع وتطويره .

إلهام قطب خصصت جزءًا من الكتاب للحديث عن قضايا جحود الأب وزوجة الأب في العديد من الأسر. حيث تصف بعض القصص كيف يمكن أن يكون الأب غائبًا عن مسؤولياته تجاه أولاده، وكيف تتسبب زوجة الأب في تعميق الفجوة بين الأبناء ووالدهم. هذه العلاقات المعقدة في الأسر المفككة تشكل مصدرًا رئيسيًا للكثير من الأزمات النفسية للأطفال، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين الأطراف المتنازعة .

وتشير الكاتبة إلى أن هذا النوع من العلاقات يعكس صورة سلبية عن الأسر في بعض المجتمعات، وتدعو إلى ضرورة تبني قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأفراد داخل الأسرة. كما تؤكد على أن الأطفال في هذه البيئات لا بد أن يحظوا بحماية نفسية تضمن لهم نموًا صحيًا وسليمًا .

إلى جانب القضايا الأسرية، تطرقت إلهام قطب إلى ظاهرة اجتماعية معاصرة تتعلق بالزواج بين المطلقين الذين يعيشون معًا في نفس المنزل رغم الزيجات الجديدة. في بعض القصص، يظهر هذا الوضع على أنه نوع من الازدواجية الاجتماعية حيث يحاول الأشخاص الحفاظ على مظهر اجتماعي مثالي أمام الأبناء والمجتمع، بينما الحقيقة مختلفة تمامًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى