البحث عن أسباب الداء للعلاج .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن لكل شيء نهاية ونهاية الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو الموت ثم الدفن في القبور إلى يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين فيحاسبهم على أعمالهم، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشر، فالقبور ظاهرها تراب وهي في الحقيقة إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فما هي حال المشيعين للموتى إلى تلك القبور؟ فيقول الإمام الغزالي رحمه الله ” اعلم أن الجنائز عبرة للبصير وفيها تنبيه وتذكير، وقال أسيد بن حضير ما شهدت جنازة فحدثتني نفسي بشيء سوى ما هو مفعول به وما هو صائر إليه، وقال الأعمش كنا نشهد الجنائز.
فلا ندري من نعزي لحزن الجميع، هكذا كان خوفهم عند الموت والآن لا ننظر إلى جماعة يحضرون جنازة إلا وأكثرهم يضحكون ويلهون ولا يتفكر واحد منهم إلا ما شاء الله في جنازة نفسه وفي حاله إذا حمل عليها ولا سبب لهذه الغفلة إلا قسوة القلب بكثرة المعاصي والذنوب حتى نسينا الله تعالى واليوم الآخر، والأهوال التي بين أيدينا فصرنا نلهو ونغفل ونشتغل بما لا يعنينا، فنسأل الله تعالى اليقظة من هذه الغفلة فإن أحسن أحوال الحاضرين على الجنائز، بكاؤهم على الميت ولو عقلوا لبكوا على أنفسهم لا على الميت، فعندما يشتد الخطب وتعظم المسئلة دون وجود حل فأن الأمر ينذر بعواقب وخيمة إن لم نتدارك الموقف ونعيد صياغته من جديد أو البحث عن أسباب الداء للعلاج، ولعلنا اليوم نسمع الكثير عن العشق والتبادل العاطفي بين الشباب والفتايات في شتي مجالات الحياة.
سواء في الجامعة أو في سوق العمل أو في الشبكة العنكبوتية نجد في بعض المنتديات باب الشكاوي، ونجد أغلب الشكاوي عن كيفية الخلاص من العلاقات العاطفية أو كيفية الحذر منها عند الوقوع فيها وغيرها من مسائل باتت محفوظة عند أغلب العقول من كثره ترددها بصيغ مختلفة، ولا شك أن الفتن كثرت وأشتدت وأصبح باب الوصول إليه يسير جدا ومتاح وقل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو أردنا أن نحصر السلبيات والمنكرات الحاصلة في مجتمعنا، ما وسعتنا صحف ولا مجلدات فنسأل الله العافية، ومع إنفتاح المجتمع وتقليد الغالبية منه للغرب دارت العلاقات بين الشباب والفتايات تحت مندرج ومسمي زائف وهو الحب، ولعلنا نوجه هذا الخطاب إلي الأخت العفيفة حارسة الفضيلة فهي الأساس وهو من أوجه لها الخطاب وأرجو من الله أن تقبليه منا.
بطيب نفس وسعة صدّر، فتمهلي قبل أن تظني أنه حب وتمهلي فما هو الحب في نظرك يا عفيفة ؟ فلو أردنا أن نبحث عن الحب الأن ومستواه في هذا الزمن لكافنا أن ننظر نظرة سريعة علي ما كان عليه الحب في الزمن المنصرم، وعلي ما هو عليه الحب في هذا الزمن الحاضر، فإذا لم يشهد التاريخ يوما من الأيام حبا زائف كم نشاهدة في عصرنا الحاضر، وأن الحب الحقيقي فقد عند غالب الشباب وضاعت هذه الكلمة وهي الحب، والله ما أفضلها من كلمة وما أجملها من شعور إن وظفت التوظيف الصحيح، لكنها وللأسف أصبحت كلمة غليظة لا ترقي حتي إلي عالم الروح، فقد ضاعت المعاني الجليلة والأماني السامية الرفيعة وحبست الأهات العفيفة وفقدت المثل العليا، وحل محل ذلك للأسف الشديد الحب الزائف.