تحية كاريوكا تحاور «سليط اللسان»

رانيا البدرى
من المؤكد أن النقد يلعب دورًا هامًا في كشف الحقائق والخبايا عن أعمال الفنانين، ولكن هناك العديد من الكتاب والنقاد، يوجهون نقدًا لاذعًا يثير غضب الفنانين، وقد يحدث صدام بينهما، خاصة وأن بعض الفنانين يرون أن الناقد يتعمد الإساءة والتجريح.وشهدت فترة الستينيات تألق الفنانة تحية كاريوكا، التي قدمت العديد من الأعمال الناجحة، لاقت إعجاب الجمهور، ولكنها تعرضت للنقد من جانب الكاتب جليل البنداري، ما أثار غضب الفنانة ووصفته بأنه «سليط اللسان».
وطلب الكاتب أنيس منصور رئيس تحرير مجلة «الجيل» من الفنانة تحية كاريوكا أن تُجرى حواراً مع الكاتب «سليط اللسان» جليل البندارى، وكأنه أراد أن يطرق الحديد بالحديد، فتحية وجليل كان بينهما مصانع الحداد.
«كاريوكا» اشترطت على أنيس أن ينشر الحوار بدون حذف كلمة، وحضرت اللقاء الفنانة سناء البيسى التى كانت تمارس الرسم فى ذلك الوقت، ووجد جليل البندارى أن شلفطتات «البيسي» أحسن من أن يرى الناس صورته فقال لها: «أحسن صورة رُسمت لي، أستخرجى منها دستتين لأوزعها على المعجبات»، وهيا بنا نص الاشتباك بين تحية كاريوكا وسليط اللسان جليل البندارى. حسب صحيفة الأخبار.
تحية: كم يبلغ عمرك؟
جليل: عشرين سنة نقد .
تحية: تقصد 20 سنة طولة لسان !
جليل: بعض ما عندكم، أنتِ الآن تلعبين دور صحفية فيجب مراعاة الأدب !
تحية : لا يمنع أن أبدى رأيى فيك لأنك بتتدخل فى حياتنا وتجرح شعورنا ؟
جليل : أنا لا أجرح شعور الناس، الطبيب إذا أراد أن يعالج إنساناً فإنه يطلب أن يحلل دمه، وأنا أحياناً استعمل المشرط لكى أحلل عملاً فنياً وهذا مبدأ معروف، عندما يطرح الفنان عمله يصبح فى حوزة الجمهور، ويحق للنقاد والجمهور انتقاد أعماله وتصرفاته، وعندما أقول إن تحية كاريوكا تجيد «هز البطن»، فلا يعتبر هذا الكلام قذفاً أو سباً، بل يعتبره القانون مدحاً، لأن المعروف عن تحية أنها راقصة وتحترف «هز البطن»، أما إذا تكلمت عن سيدة أخرى غير الفنانات وقلت: إنها تجيد الرقص فإن القانون يعتبر هذا سباً وقذفاً، ويصبح من حقها أن تقاضيني.
تحية : هذا المبدأ لم تأخذ به المحاكم؟
جليل: بل أخذت، وآخر قضية كسبها عبدالوهاب وإحسان عبدالقدوس وصلاح عبدالصبور من محمد البحرابن سيد درويش عندما تعرضوا له، وقالوا: إنه كان يتعاطى المكيفات، وكل الذين تناولوا حياة وفن سيد درويش بالدراسة لم يغفلوا تصرفاته الخاصة.
تحية : ولماذا تمنع الآخرين عن الحديث فى حياتك الخاصة؟
جليل : أنا مش نجم وحياتى الخاصة لا تهم الناس .
تحية : أنا غير مقتنعة .
جليل : لأنك غبية!
تحية : وأنت أغبى لأنك لم تستطع أن تقنعنى بوجهة نظرك !
جليل : من غير أباحة! الفرق بينى وبينك إنك نجمة وصورتك دائماً أمام الناس، أما أنا فأكتب من وراء الكواليس، أنت تلتقين بالناس وجهاً لوجه، وأنا ألتقى بهم عندما أخلو مع القلم والورق.
تحية: ولكنك كاتب مشهور ومن حق الناس تعرف عنك كل شيء ؟
جليل : ومن قال لك أنى مشهور؟
تحية: على الأقل مشهور بقلة الحيا، مش أنت «جليل الأدب « ؟
جليل : أنا «أبيح» ولست قليل الأدب، والأبيح لا يضر الغير أما قليل الحيا بيؤذى المجتمع!
تحية : ما الذى جعلك تشتغل ناقداً سينمائياً ؟
جليل : أنا بدأت حياتى كاتب قصة، وأنتِ عرفتينى من قلمى .
تحية : وأنتَ عرفتنى منين ؟
جليل : من الصاجات وهز البطن !
تحية : لو لم تشتغل صحفياً كنت تتمنى تكون ايه ؟
جليل : جراح بيطرى علشان أخفف آلام الطيور والحيوانات، وخاصة القرد الذى أشعر نحوه
بعاطفة، وكلانا رسالته الترفيه عن الناس .
تحية : هذا صحيح لأن وجودك أكبر دليل على صحة نظرية داروين!
جليل : وأنتِ تعرفين داروين منين؟
تحية : من الكتب يا «جليل الأدب» ، ليه بطلت تكتب أغاني؟
جليل : الحياة فى الغنوة ألذ من كتابتها
تحية : ايه الأغنية التى كتبتها من قلبك ؟
جليل: كل أغنية كتبتها لها عندى ذكريات ولها قصة زى أغنية «سوق على مهلك» لشادية، كتبتها يوم وفاة صديقى المذيع عبدالوهاب يوسف وجاء جزء كبير منها رثاء فيه فى المقطع الذى أقول فيه «على ايه تجرى كفاية علينا العمر بيجرى من حوالينا».