ليندة حمدود تكتب / نحن الطوفان .. نحن اليوم التالي

دير البلح كان اليوم موعد استثنائي نظمته كتائب الشهيد عزّ الدين القسام في دفعة نوعية لحالات مرضية أطلق سراحها مسبقا في غير موعدها بعد تدهور الوضع الصحي للأسرى.
في تنظيم فاخر كان اليوم بالمرتبة الأولى عن باقي التنظيمات وبحضور جماهيري شمل عامة الشعب وفصائل المقاومة الفلسطينية بكل العتاد والزي العسكري الراقي سلم الأسرى الصهاينة ولكن في صورة لم يتوقعها الكيان الصهيوني.
التنظيم اليوم التي أشرفت عليه قوات الظل كالعادة وكان مسحوب بالمسؤول الأول للنخبة إضافة إلى تغيير شمل ناطق بالعبرية أثناء التسليم للصليب الأحمر مقابلة حصرية لدقائق مع المحررين باللغة العبرية تحدثوا فيها على ظروفهم ومعاملة القسام لهم وحرصهم التام على سلامتهم.
ببعض من الهدوء وكثيرا من الدهاء خرجت الكتائب محاورة أسراها لتظهر مدى صرامتها ونيتها في الحفاظ على الإتفاق وحرصها الدائم لسلامة ضيوفها.
حوار قصير شيق جمع الناطق بالعبرية مع المحررين ومشاهد لهم تظهر شحوبهم وحجم تذررهم من الأسر وكيف كانوا يعيشون فعلا ظروف لم تضعها القسام بل حكم فيها رئيس الحكومة النازية الصهيونية بينامين نتنياهو في تجويع القطاع وحصاره فلم تؤثر على غزّة وشعبها فقط بل على اليهود أيضا.
أجسام هزيلة وجوه شاحبة وتحرك بطيء ودهشة بالفرج وشرود كان ظاهر عليهم. الحكومة النازية اليوم مظطرة أكثر من وقت مضى أن تحافظ على الإتفاق وتكمل الهدنة.
فبعد تصريح أحد المحررين بوجود شقيقه معه في الأسر ووفاته بسلاح الكيان الصهيوني وحمل الحكومة مسؤولية قتله للعلن وشكر القسام ومدح فيهم ولم يبخل في ذكر محاسن معاملتهم يضع النازية وحكومتها في ورطة كبيرة قد لا تبشر بخير إن خرق الإتفاق وتجاوز بنوده.
القسام بكل جنودها وسلاحها خرجت للعلن بدير البلح ،استعراض عسكري فاخر كالعادة ومفاجأت كاملة في كل تسليم ورسائل مشفرة تحملها كل مرحلة تجعل مجددا الكيان الصهيوني وحلفائه مجرد مجرمين ،مرتزقة لا يفقهون إلا الموت والقتل.