الدكـــروري يكتب: أعلم الناس بالقبر وما فيه رسول الله

 

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد فإن أعلم الناس بالقبر وما فيه رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم لأنه يتلقى خبر هذا الغيب عن الله تعالى مباشرة، ولو نظرنا في أحاديثه صلى الله عليه وسلم عن القبر لوجدنا إهتماما بالغا به، وأحاديثه في القبر كثيرة، وهي تدل على خوف شديد، فلولا أن القبر مخوف ما خافه صلى الله عليه وسلم، ولا خوف أمته منه. 

وعثمان بن عفان رضي الله عنه هو ثالث ثلاثة كانوا ملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه كثيرا، وحاز منه علما غزيرا، وكان خوفه من القبر شديدا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والله ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه ” رواه أحمد، فتأملوا قسم الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم، وإخباره أنه ما رأى منظرا قط إلا والقبر أفظع منه، ولا بد أن نستحضر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى أناس قطعت أطرافهم، وسملت أعينهم، ورأى جراحا وقتلى، فأخبر أن القبر أفظع من ذلك، وقد أطلعه الله تعالى على أحوال المعذبين في قبورهم، فيا له من عذاب ما أفظعه، واعلموا يرحمكم الله إن شهر شعبان هو دورة تأهيلية لصيام شهر رمضان حتى لا ندخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة.

بل نكون قد تمرنا على الصيام وإعتدناه ووجدنا في صيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فندخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وروحانيه، وشهر شعبان شهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويكثر من صيامه، فهو شهر ترفع فيه أعمال السنة كلها وهذه منحة عظيمة يتكرم الله بها على عباده، وإنها منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى، وبالتالي قبوله ما شاء منها، وشهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام فبما سيختم عامك؟ ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال؟ وبماذا تحب أن يرفع عملك إلى الله؟ فانظر في حالك وما الذي سيرفع من أعمالك إلى ربك لسنة كاملة في شهر شعبان، وانظر هل سيرفع إلى ربك محافظتك على الصلوات الخمس في المساجد وإدراك تكبيرة الإحرام لها؟   

أم سيرفع إليه إضاعتك للصلاة؟ وهل سيرفع لله عنك البر أم العقوق؟ وهل سيرفع عنك الصلة أم القطيعة ؟ والصدق أم الكذب، والأمانة أم الخيانة؟ والتعفف بأكل الحلال أم التلوث بالحرام؟ أتريد أن يرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية؟ أم تريد أن يرفع عملك وأنت في سكون وراحة وقعود وضعف همة، وقلة بذل وتشكيك في دعوة وطعن في عقيدة ؟ فهي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفع أعمال العام كله إلى المولى تبارك وتعالى القائل ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ” فحاسب نفسك اليوم بل اللحظة قبل أن تحاسب وأنب إلى ربك قبل يوم اللقاء وقد قال الرب الرحيم في الحديث القدسي ” يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى