الأمل نبراس الحياة .. بقلم: الزهرة العناق

 

الحياة بكل ما تحمله من صعوبات وتحديات، تظل متألقة بجمالها حين نتشبث بخيوط الأمل. ذاك الشعاع الذي ينبعث من أعماق الظلام، يوجه أرواحنا نحو غد أفضل، و يمنحنا القوة لمواجهة الأقدار بثبات.

الأمل ليس مجرد فكرة عابرة أو شعور مؤقت؛ بل طاقة داخلية قادرة على إحياء ما ظنناه ميتا، و تحويل القبح إلى جمال، والضعف إلى قوة.

لقد مر الكثير منا بلحظات شعرنا فيها أن الأبواب أغلقت، و الطرق كلها مسدودة، ولكن ما أن نرفع أعيننا نحو السماء و نتذكر أن رب الوجود موجود و قريب من كل قلب طرق بابه، حتى يعود النور ليملأ قلوبنا.

الأمل في جوهره و من حروفه الخمسة، هو يقين بأن الأيام تحمل لنا خيرا حتى و إن تأخر، الأمل كتاب مفتوح لمن أراد أن يتعلم رغم الألم.

تأمل الطبيعة حولك؛ ستجد أنها تقدم أروع دروس الأمل. أوراق الشجرة التي تتساقط في الخريف لا تموت، بل تخبئ في أعماق جذورها استعدادا لربيع جديد. النهر الذي يجف في موسم الجفاف، يعود ليمتلئ ويغمر الأرض بالحياة مع أول قطرة مطر. حتى السماء، حين يكسوها الغمام الداكن و يعلو صوت الرعد، لا تلبث أن تبتسم لنا بقوس قزح ليخبرنا أن الجمال لا يأتي إلا بعد الصبر.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نبقي الأمل حيا داخلنا؟

الجواب على ذلك سهل جدا، فقط كن أنت، نفسك أنت، و كن أنت صانع القرار وليس غيرك.

لا بد أن تؤمن بأن الله كتب لكل منا رحلة تحمل في طياتها الخير، حتى وإن بدت مليئة بالعقبات.

عليك بالدعاء، فهو المفتاح الذي يفتح أبواب الرجاء، و السلاح الذي يحمي أرواحنا من الانكسار.

انظر إلى النجاح كحلم مشروع، و لا تخف من الفشل، فهو خطوة نحو تحقيق ذلك الحلم.

تعلم من الطبيعة درس التجدد؛ مهما كان الألم قاسيا، فإن فرصة البداية الجديدة دائما موجودة.

لنكن نحن من يزرع الأمل في قلوب الآخرين. كلمة طيبة، ابتسامة صادقة، أو حتى دعم بسيط، قد يكون كل ما يحتاجه شخص ليعود للحياة بروح قوية. فلنكن نحن ذاك النور الذي يبدد ظلام من حولنا، و لنجعل من حياتنا رسالة حب وسلام و أمل.

الحياة لا تخلو من الشوك، لكنها حتما مليئة بالزهور. فانظر إليها بعين الجمال، و ابن لنفسك عالما من التفاؤل، لأن الأمل هو الحياة ذاتها، وهو الوقود الذي يدفعنا لنواصل السير حتى نصل إلى ما نحلم به.لنتعلم أن الألم الذي نحياه اليوم ما هو إلا مرحلة تمهد لنا السعادة التي نستحقها غدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى