لحن الرجاء فوق ندوب الفناء

الزهرة العناق
في أعماق كل روح هناك نور خافت يتوهج حينا و يختفي أحيانا، لكنه لا ينطفئ ما دام في القلب نبض يدندن بلحن الرجاء فوق ندوب الفناء.
الحياة ليست معولا يهدم الأحلام، بل محراث يحرث بساتين الروح القاحلة لتزهر صبرا و أملا.
لا تركع للفشل و لا لهزائم الحياة، فما هي إلا بوابة تعبرها نحو الأمل.
قد يكون المتعثر في دروب الحياة أسير الأحزان، ولكن العاقل هو من يجعل من عثراته سلما نحو النجاح.
فلا ترهن قلبك للحزن، ولا تجعل الألم سورا يحجب عنك جمال الحياة.
ما الألم إلا حبر يسيل على أوراق العمر، يخط دروسا لا تمحى، و لا يملي علينا كيف نقرأها.
و ما الحياة إلا مزيج من الوجع والرجاء، نخطها بأنامل الصبر، و ننقشها بمداد الأمل على جدران الألم.
فكن لروحك السند، و لا تقدمها هدية لظلمة الوهن، ولا تحرمها من التغيير و الانعتاق من قيود الألم.
نصيحتي لذاك الذي يعبر ضفاف الحياة بخطى غير ثابتة، تذكر أنك لم تخلق لتكون ظلا لعتمة الأيام، بل خلقت لتكون شمسا تضيء حتى في حالة الخسوف، و كوكبا لا يأفل حتى وإن طوقته غيوم الأسى.
فكن أنت الصوت الجميل الذي يرقص على أوتار الألم و النجم الذي يراوغ خيوط الليل.
كن أنت السراج الذي يكسر قيود اليأس
ولا تقم مأتما على أطلال أمس
فليس للندم إلا أصفاد تثقل
الخطى
اترك وراءك أوجاع الأمس
و أبحر في محيط السكينة حيث لا مرسى للحزن
كن أنت النور الذي يرمم كسور الروح
و الأشواق التي تزهر على أغصان الصبر
كن نافذة تشرع فجرا، لا بابا يوصد في وجه الغد
و ارقص على أوتار الجراح، لا لتبكيها
بل لتحيلها نغمة يرددها الزمن إعجابا
كن أنت الصفحة البيضاء في كتاب الأمل
و الحرف الباذخ الذي لم يكتبه شاعر
و لا تكن ظلا لحزن عابر
بل شمسا لا تغيب عند ظهور القمر