إكرام المرأة وإعزازها ..بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن الزوجة أمانة عند الزوج فيجب عليه إحسان معاملتها قولا بكلام حسن وعفة لسان، وفعلا بمعاملة كريمة، لقول الله تعالى ” وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ” وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يفرك مؤمن مؤمنة أن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ” رواه مسلم، وروى أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال. 

” إستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فإستوصوا بالنساء ” وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله ” وقد قام قوم عميت بصيرتهم وملاء الحقد قلوبهم بتزعم دعوى أن الدين الإسلامي دين يهين المرأة وينتقص من كرامتها يوم أن شرع للرجل ضربها، فنقول لهؤلاء تعالوا وإنظروا في الإسلام بعين البصيرة إن كان بقي عندكم شيء منها تعالوا أزيحوا نظارة الحقد الأسود عن أعينكم والتي حجبت عنكم نور الإسلام وحكمته ونقول لهم هل أطلق الإسلام يد الرجل في ضرب المرأة وترك الأمر له ؟ وهل جعل الأساس في التعامل بين المرأة والرجل ضرب الرجل لها ؟ فإن قالوا نعم فنقول لهم إنا نتحداكم أن تأتوا بحديث أو آية فيها ذلك الإطلاق. 

فالإسلام جعل الأساس هو إكرام المرأة وإعزازها فهذا قدوة المسلمين عامة ما ثبت ولن يثبت أن ضرب امرأة قط صلوات ربي وسلامه عليه بل يوم أن اشتكت النساء من رجال يضربونهن قال ” ليس أولئك بخياركم ” رواه أبوداود، ولو كان ذلك الأمر هو الأصل لما قال ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولكان أول الضاربين حاشاه، والإسلام جاء ليحمي المرأة من الضرب فهي العنصر الضعيف فمهما كان طولها أو عرضها فإنها لاتستطيع أن تصمد أمام الرجل في الغالب فهو الأقوى جسديا وإذا ما إستعصت لغة التفاهم فإن الرجل سيلجأ لاستخدام قوته عليها في الغالب فمنعه الإسلام من ذلك وجعل الأساس في العلاقة الزوجية المودة والرحمة، ولم يجعل الضرب إلا للمرأة التي خالفت طبيعة الأنثى الناعمة الرقيقة والتي تستطيع بإبتسامتها ورقتها ودلالها. 

ودموعها أحيانا أن تذيب صلابة الرجل وقوته ولو كان كالجبل الأصم لينقاد لها كالناقة الذلول، فلما تمردت على هذه الفطرة كان وسيلة ردها إليها الضرب وجعل قبله مراحل تحد من بطش الرجال بالنساء، وتأملوا أحبتي إلى هذه الخطوات الرفيقة بالمرأة فكلها تسعى لإشعار المرأة بأنها قد بدأت تفقد طبيعتها الأنثوية وأنها بدأت تصير في طريق الخطر، فإذا أبت وإستمرت في غيها كان الضرب ولكنه ليس ضر ب الإنتقام حيث تكسّر العظام وتحدث العاهات والتشوهات بل ضرب فيه رأفة ورحمة بالمرأة ومراعاة لرقتها وأنوثتها حيث وصفه صلى الله عليه وسلم بقوله ” ضربا غير مبرح ” ثم إن مما يجدر الوقوف عنده ما افتتح به صلوات ربي وسلامه عليه الكلام عن النساء في هذه الخطبة حيث قال ” فاتقوا الله في النساء “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى