القانون يكتب نهايته..ليلة سقوط “خط الصعيد الجديد” فى ساحل سليم بأسيوط.. الداخلية تدمّر بؤرة إجرامية خطيرة.. مقتل 7 عناصر شديدة الخطورة بحوزتهم قنابل وجرينوف وآر بى جى..الجناة فجروا أسطوانات بوتاجاز للتصدى للأمن

في إحدى الزوايا المظلمة من قلب محافظة أسيوط، حيث تتناثر بين الأرجاء حكايات الجريمة والإجرام، ظهر رجل ذو سطوة وقوة، يتربع على قمة هرم التجارة غير المشروعة، لم يكن فردًا واحدًا، بل كان ممثلًا لخط جديد، خط يشبه طيفًا مظلمًا يهدد أمن المجتمع ويزرع الخوف في النفوس، لكن كما اعتادت أسيوط، كانت قوات الشرطة لهم بالمرصاد.

 

شهد مركز ساحل سليم بأسيوط مواجهة حاسمة في واحدة من أكبر المعارك الأمنية ضد الجريمة المنظمة، أسفرت عن مقتل ثمانية من العناصر الإجرامية الشديدة الخطورة، كان يتزعمهم “محمد محسوب إبراهيم أحمد” الذي أطلق على نفسه اسم “خط الصعيد الجديد”.

 

كان هذا الشخص، الذي تلاحقه تهما عديدة، من بين أكثر المطلوبين في المنطقة، حيث كان يتزعم بؤرة إجرامية على رأسها العديد من المجرمين.القوة التي لا ترحم

 

“خط الصعيد الجديد” لم يكن مجرد لقب، بل كان تجسيدًا لقوة رعب حقيقية تجسدت في عصابة قادت حياة مرعبة للأهالي في مركز شرطة ساحل سليم، ساد هذا الخط في المكان، حيث فرض سيطرته باستخدام القوة والعنف، وقام بترويع الأهالي في تحدٍّ سافر للقوانين.

 

التحقيقات الأمنية التي أجراها قطاع الأمن العام أكدت على أن هذه المجموعة كانت وراء عشرات الجرائم الكبرى، ومنها القتل والسرقة بالإكراه.

 

كما أشارت التحريات إلى أن أفراد هذه العصابة كان لديهم معقل حصين في الجبال المحيطة، حيث اختبؤوا في مبنى خاص تم تحصينه ببراعة، وكانوا يتحركون في أوقات متفرقة لتوزيع المخدرات والقيام بعمليات إجرامية أخرى.

 

 

المعركة الحاسمة.. نيران في مواجهة النيران

 

استعدادًا لهذا الهجوم الكبير، تمكنت وزارة الداخلية من استهداف البؤرة الإجرامية بعد عملية تخطيط محكمة، وبتنسيق كامل مع قطاع الأمن المركزي.

بدأت المعركة في الصباح الباكر، حيث كانت قوات الأمن في انتظاره، لكن ما لم يتوقعه رجال الشرطة هو حجم الرد العنيف من المجرمين فبمجرد وصولهم، قوبلوا بوابل من النيران، حيث استخدم الجناة أسلحة نارية ثقيلة مثل “أر بي جي”، وأطلقوا قنابل يدوية من نوع “F1″، بالإضافة إلى رشاشات آلية، مما جعل المعركة أكثر صعوبة.

 

وفي تطور مفاجئ، قام المجرمون بتفجير اسطوانات غاز في محاولة لإعاقة دخول القوات إلى المعقل، لكن رجال الشرطة لم يتراجعوا.

تم التصدي للهجوم بشكل حاسم، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل العناصر الإجرامية الثمانية، الذين كانوا جميعًا محكومين بمجموع عقوبات تصل إلى 191 عامًا في السجون، فضلاً عن إصابة أحد ضباط الشرطة من قوة قطاع الأمن المركزي.

 

 

النتائج: انهيار المخططين مع نهاية المعركة

 

كشفت قوات الأمن عن حصيلة كبيرة من المواد المخدرة التي كانت جزءًا من شبكة الإجرام التي أدارها هذا الخط، كما تم ضبط كمية ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك “أر بي جي”، “جرينوف”، بنادق آلية، ورشاشات متعددة، إلى جانب قنابل يدوية وطلقات نارية بمختلف الأعيرة.

 

هذا الانتصار الأمني لم يكن مجرد حسم لحرب مع العصابات، بل كان رسالة قوية مفادها أن العدالة ستصل إليهم في النهاية.

 

 

رسالة إلى الجريمة

 

لقد أظهرت هذه الحادثة أن قوات الشرطة لن تترك أي معقل إجرامي دون تصدي، وأن الجريمة مهما كانت قوتها، لن تتمكن من الفرار من قبضة العدالة.

 

أسيوط التي عرفت بحروبها مع إمبراطور المخدرات في الماضي، اليوم تكشف عن فصل جديد في صراعها ضد الإجرام. وكلما تناثرت أصداء هذه المعركة، ستبقى ذكرى أن القانون هو القوة الوحيدة التي لا تهزم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى