يديعوت أحرونوت: الحرب التي انتهت ليست سوى مقدمة لتحرير فلسطين و إبادة إسرائيل

كتبت: ولاء عبدالعزيز

 

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “نحن اليوم التالي” – كان هذا هو الشعار الرئيسي المكتوب على المنصة في دير البلح، حيث أُقيمت مراسم إطلاق سراح ثلاثة من الأسرى يوم السبت الماضي. لا يوجد مصطلح يجسد الفجوة الحادة بين التصورات السائدة في إسرائيل منذ بداية الحرب والواقع الفعلي مثل “اليوم التالي”، كما أنه يعكس الميل المستمر لخلق أوهام بدلاً من مواجهة واقع معقد و غالبًا غير متفائل.

التصور الشائع في إسرائيل حول “اليوم التالي” هو “غزة بدون حماس”، أو على الأقل بدون حكم الحركة، إنه تصور مثالي يعكس بالأساس تمنيات داخلية، ولكنه يفتقر إلى تفسير لكيفية تحقيق هذا الهدف، متى يمكن تنفيذه، وما مدى احتمالية تحقيقه. في الواقع، وكما بدا واضحًا منذ وقف إطلاق النار (بل وقبله)، فإن الواقع مختلف تمامًا: حماس لا تزال الفاعل المهيمن في غزة، رغم 15 شهرًا من القتال تلقت خلالها ضربات غير مسبوقة، ولا يوجد بديل يحل محلها، كما لم تتشكل أي حركة احتجاجية شعبية ضدها.

هذا وضع محبط للإسرائيليين، حيث إنه يعكس فشل تحقيق أحد الهدفين الرئيسيين للحرب: القضاء على حماس. صحيح أن الحركة فقدت جزءًا من قوتها، خاصة عسكريًا، لكنها لا تزال تفرض سيطرتها على جميع مناحي الحياة في غزة، بما في ذلك قطاع التعليم الذي يواصل غرس الفكر المقاوم في عقول الفلسطينيين.

إسرائيل، اختارت التركيز على تحقيق الهدف الثاني، وهو إطلاق سراح الأسرى، بعد أن أدركت أن الشعار القائل بإمكانية تحقيق كلا الهدفين في آن واحد مجرد وهم، إذ يعني استمرار حرب استنزاف بلا حسم، مما يقلل من فرص تحرير الأسرى.

يجب تصفية الأوهام والأفكار غير القابلة للتحقيق، و أحيانًا مجرد طرحها يتسبب في ضرر. ومن بين هذه الأوهام: الاعتقاد بأن حماس ستوافق على مغادرة غزة، التصور بأن حماس ستُحلّ نفسها، وتتخلى عن سلاحها، الآمال بأن السلطة الفلسطينية ستستعيد السيطرة على القطاع، أو أن قوة عربية أو دولية ستحكم هناك، الآمال في اندلاع احتجاجات شعبية ضد حماس تُضعف سلطتها. الأوهام برؤية ترامب حول “غزة بدون فلسطينيين” وتحويلها إلى “ريفييرا”.

في الواقع، هناك خياران فقط فيما يتعلق بمستقبل غزة بعد الحرب:

 الخيار الأول: السيطرة على غزة بالكامل الآن، وتدمير حماس والبقاء في القطاع وتطوير بديل محلي للحكم (لكنه يعني التخلي عن الأسرى). الخيار الثاني: دراسة المبادرة المصرية لتشكيل إدارة بديلة في غزة، تستند إلى ممثلين عن السلطة الفلسطينية وشخصيات مستقلة (في هذا السيناريو، لن تكون حماس الحاكم الرسمي للقطاع، لكنها ستواصل التأثير من وراء الكواليس في جميع المجالات).

يجب الإقتناع بأن فرص تفكيك حماس ونزع سلاحها شبه معدومة، والمُسَلَّمة الأساسية التي يجب الاعتراف بها هي أن حماس ستواصل السعي لإلحاق الضرر بإسرائيل وغرس رؤية تدميرها في وعي الجمهور الفلسطيني، وقد عبَّر خليل الحية، عن ذلك بشكل صريح في إعلانه الأسبوع الماضي: “الحرب التي انتهت ليست سوى مقدمة لتحرير فلسطين وإبادة إسرائيل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى