رسالة من الألم إلى الأمل.. خاطرة بقلم/ الزهرة العناق

إلى من يقتفي أثري أينما حللت، و يشعل في قلبي النار أكثر مما أحمله.إلى الذي يأتيني خلسة حين يرهقني البقاء، و ينبت من شقوقي براعم لا أفقه سرها. إليك أنت أيها الأمل، أكتب إليك ليس شكوى ولا عتابا، بل دهشة ممزوجة بتساؤل جعلني أتألم دون أن أتكلم.كيف لك أن تعيش بسلام بين حروفي وأنا نقيضك؟
كيف تسترق الضوء من سوادي، و تنسج من أنيني نشيد الحياة؟ألم تدرك بعد أنني وجدت لأقضي على كل ما هو جميل، فلماذا تصر على أن تصبح جاري؟
أنا من يسقط الدمع كالأمطار، وأنت من يمسك بيد الحزين ليقول: ما زال في العمر متسع.أنا من يشعل في الروح رمادا، وأنت من يعيد إليها الوهج.
أنا من يرخي الجفون لتغفو على وسائد الحسرة، وأنت من يهمس في أذنها أن الصبح قادم لا محالة.
ما سرك؟ و كيف تتسلل من بين أضلعي، وكيف تحول شكواي إلى غناء، و انكساري إلى خطوة؟
كيف تستحضر الفجر من صميم ليلي، و كأنك قسم لا ينقض، ووعد لا يذبل؟
كنت أظن أنني حين أحضر أكون وحدي لأستولي على الروح و أكسر أجنحتها، لكنني أدركت أنك خيط رفيع ممتد في طياتي، و أنني وإن قسوت على القلوب، فإنها لا تكف عن البحث عنك بين أضلعي، و كأنك حتمية لا فرار منها.
إليك إذن يا رفيقي في صراع الحياة، إن كنت حتميا، فلا تتركني طويلا وحدي، فما عادت القلوب تحتمل أن أكون دونك!