التأثير السلبي للقسوة علي الطفل .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على إمتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد إن زرع صفات القياديه في الإنسان يجب ان تتم منذ الصغر، وكون الأهل والمحيطين قدوه للطفل فإن ذلك يكون هو المؤثر الأول والأهم بالنسبه لزرع أي صفه في الطفل، وكما أن التأثير السلبي للقسوه علي الطفل أو نقده بإستمرار أو عدم معاملته بحنان وإحتواء كافي خطيرة جدا، حيث أن إستخدام أساليب القسوه مع الطفل من ضرب وإهانه ونقد دائم وتوبيخ وتحقير لكل ما يفعل الطفل أو معاملته كطفل صغير تافه يجعل تخيل أنه قد يصبح شخص متوازن وقيادي وناجح أمرا صعب التخيل، لأنه يقتل كثير من جوانب التوازن والإبداع بداخل هذا الطفل. 

ويجعله غير واثق بنفسه علي الإطلاق، خاصه وأنه يري أن أهله وهم أقرب الناس له يعاملونه بقسوه ويشعرونه أنه فاشل أو غير ذكي أو فيه أيا من الصفات السلبيه فيستنتج بصوره أو بأخري أن المجتمع سيقابله بما هو أسوأ من ذلك، فينشأ خجولا ومنعزلا وغير متوازن، وكما أن تحميل الطفل المسئوليه من الصغر وجعله يمارس هوايات ويبرع فيها ويريها لأهله ويري مدي إنبهارهم بنجاحاته يجعله واثق بنفسه، هذا إن لم يكن بارعا في دراسته فيكون هناك تعويض ويشعر انه ناجح في امر ما، ولكن حتي لو كان بارعا في دراسته فلا مانع من ان يكون بارعا في مجالات اخري، وأما الطفل القائد الذي يتخذ من العنف والبلطجه وايذاء الاخرين سواء من إخوته أو زملائه في المدرسه وسيله للتعبير عن قيادته وقوته فيجب علي الأم والأب إتباع إسلوب الحزم الحاني معه.

بمعني أنهم يكونون حازمين معه لو أساء لاحد ما ويوجهونه بصفه مستمره لخطأ ذلك وأن يتخيل موقفه أن كان في موقع من يؤذيه وأن الله لا يرضي عنه الي آخره ولكن بدون أن يقسوا عليه، فكثير من هؤلاء الأطفال يصبحون في شبابهم وعندما يكبرون أشخاص عاديون وربما لا يكونوا قاده في محيطهم، ومنهم من يبقي علي حاله في التحلي بصفات القياديه، وكما تساهم الأسرة في تكوين الشخصية القيادية ببذورها الاولى، فإن المدرسة هي المزرعة التي تنمو وتزدهر فيها القابليات، والمربي هو الخبير المسؤول عن كشف وتنمية هذه القابليات، وكما أن للتربية أساليبها ووسائلها الفنية والعلمية الكثيرة في كشف القابليات القيادية لدى الأطفال، وتمرينهم على قيادة الجماعة وتوجيهها، كتعويدهم القيام ببعض المشاريع والأعمال الطلابية. 

أو تكليفهم ببعض المسؤوليات التي هي في حدود قدرتهم، كقيادة اللجان والمشاريع المدرسية، أو عرض ومناقشة بعض القضايا، أو إدارة بعض الأعمال الجماعية كتنظيم الصف والفريق الرياضي، أو مراقبة المدرسة من ناحية النظافة والنظام، أو الإشراف على السفرات والإعداد لها وتنظيمه إلي غير ذلك، ومن معرفه الصفات المطلوبه في الانسان القيادي أيا كان موقعه فأنه يسهل علي الأب أو الأم او المربي أن يزرع هذه الصفات في الطفل، ومن ضمن الوسائل المتبعه في ذلك أن يكون الأهل والمربين قدوه للأطفال في كل شئ، وأن يتسموا بهذه الصفات حتي يكونوا مثالا واضحا صريحا للطفل يرغب هو في اتباعه والحذو علي خطاه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى