معالجة حدة الطبع عند الأبناء.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله وسعت رحمته ذنوب المسرفين وأعجزت نعمه عد العادين، عظم حلمه فستر، وتكرم بالعطاء فأكثر، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، غفر بالتوبة كبير الآثام، ومحا بالندم خطايا الأيام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، سيد الأنام، صلي الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله السادة الكرام، وأصحابه الأعلام، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان، ما تعاقبت الأيام، وسلم تسليما كثيرا مزيدا على الدوام، لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، واعلموا أن هناك حدة الطبع التي تظهر بأشكال مختلفة عند كثير من الأولاد فيثور فيهم طبعهم ويصيحون ويلطمون رؤوسهم ويرفسون بأرجلهم ويتصرفون وكأنهم مجانين، لولا أنهم صغار يقبل منهم ما لا يقبل من الكبار.

ولمعالجة موقف كهذا يجب القيام بهذه الخطوات وهو إما أن تهجره الأم، بأن تغادر الغرفة التي هو فيها وتتركه لنفسه فيهدأ حالا لأنه ليس هناك ولد يحب القيام بهذه الحركات العنيفة وليس أمامه أحد، وإما أن يضرب على الإلية أو القفا، وإما إذا كانت الثورة بسيطة، فإنه من الأفضل تجاهل الولد في ثورته وتركه لنفسه فيتعلم أن هذه الثورة لن تنيله شيئا مما يريد وأنه لن يجني منها سوى الإنعزال والإنطواء فضلا عن أنه يمكن أن يكتسب مع الوقت عادة رذيلة، ومما يعالج به العبوس عند الطفل إذا كنا متأكدين أنه عمل منه إستفزازي أو من أجل لفت الإنتباه إليه وترك الولد لنفسه أو أخذ الولد حالا إلى غرفته أو إلى مكان معزول ليبقى هناك وحيدا، مما تعالج به عادة أكل التراب وما يعلق باليد عند الأطفال هو حفظ الطفل في مكان بعيد عما يشجعه على هذه العادة. 

والقصاص بالضرب على اليدين إذا لم تنفع الخطوة الأولى، وللتغلب على عادة طرح الأولاد للأشياء أو رميها في أي مكان يحذره الوالدان في البداية من هذا التسيب ويخوفانه من أنها يمكن أن لا ترجع إليه مرة أخرى، فإذا لم يطع الإنذار منعته أمه أو أبوه من أخذها مرة أخرى حتى ولو إحتاج إليها فيتعلم بهذه الطريقة عدم طرح أو رمي الأشياء التي يجب أو يستحب الإحتفاظ بها، وكما يعود الطفل على ممارسة الرياضة البدنية بإعتدال، وإن من العادات السيئة عند الطفل التدخل فيما لا يعنيه، فعلينا إذن أن نعلمه وأن نؤكد له أنه بالفعل “من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه ” وبعد تقبيل الطفل لأمه في الصباح أو على الأقل بعد إلقاء السلام عليها يدعى لتناول طعام الإفطار، ويمكن لأحد الوالدين أن يسأل الطفل بين الحين والحين من رزقنا هذا الطعام أو الشراب. 

أو اللباس أو المسكن أو الفراش أو الغطاء وغيرها من الأسئلة الدالة علي وجود الله الرازق الوهاب؟ فيقول الولد” الله ” فينشأ الطفل بذلك على حب الله وشكره على نعمه، وإذا أحب المسلم الله فعل كل ما يأمره به وإجتنب كل ما ينهاه عنه، وكما يدعوا الطفل إلى إستغلال وقت فراغه فيما يعود عليه بالنفع، فمثلا يدعوا إلى إستغلاله في قراءة آيات من القرآن الكريم أو حفظها، أو في ذكر الله أو في الدعاء أو في مراجعة دروس إن كان قد دخل المدرسة أو في التفرج على شيء طيب أوفي لعب مباح وهادف أو بالإضافة إلى تشجيعه على المطالعة الهادفة دينية أو دنيوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى