أعظم أسباب حلول العقاب ونزول العذاب .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه، ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلّ اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن المعاصي والمنكرات هي الداء العضال والوباء القتال الذي به خراب المجتمعات وهلاكها وإن التفريط في تغيير المنكرات ومكافحتها والقضاء عليها من أعظم أسباب حلول العقاب ونزول العذاب، فعن أم المؤمنين أم الحسن زينب جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا وهو يقول ” لاإله إلا الله ويل للعرب من شر قد إقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ويأجوج مثل هذه ” وحلّق بإصبعه الإبهام والتي تليها فقلت يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون، قال صلى الله عليه وسلم “نعم إذا كثر الخبث ” متفق عليه.
والخبث هو الفسوق والفجور، وسئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من ميت الأحياء ؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه ” الذي لاينكر المنكر بيده ولابلسانه ولا بقلبه ” وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالايفعلون ويفعلون مالايأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ” فيا أيها الآباء والأمهات طهروا بيوتكم من جميع المنكرات وليكن بيت النبوة على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام لكم في ذلك قدوة وأسوة تنتهجون نهجه وتحذون حذوه، حيث تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ” قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر
وقد سترت سهوة من جدران فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وتلوّن وجهه وقال ” ياعائشة أشد عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله تعالى ” متفق عليه، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها ” فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين ” فيا أيها المسلمون من عجز منكم عن الإنكار باليد والسلطان فلينكر باللسان والبيان، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ” بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لاننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لانخاف في الله لومة لائم ” متفق عليه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته.
” ألا لايمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ” رواه الترمذي وأحمد وزاد فإنه لايقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقال بحق أو يذكّر بعظيم وقال عليه الصلاة والسلام ” لايحقر أحدكم نفسه قالوا يارسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أمرا لله عليه فيه مقال ثم لايقول فيه فيقول الله عز وجل له يوم القيامة مامنعك أن تقول فيّ كذا وكذا فيقول خشية الناس فيقول الله جل وعلا فإياي كنت أحق أن تخشى ” رواه ابن ماجه، فاللهم أعنا على شكر نعمك، وحسن عبادتك، وتذكر آلائك ومننك، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.