أمل السودي تكتب: إضاءات اجتماعية من كتاب” كليلة ودمنة “

       

عندما يغيّر الإنسان من طبيعته التي جُبِلَ عليها وينسى ويترك لغته وعاداته وتقاليديه ومجتمعه يصبح سخرية للغير وهو يلبس

 ثوبا غير ثوبه

 فمن الجمال أن يكون لكلّ مجتمع خصوصيته ولونه الخاص .

ومن هنا استوقفني مثل في قصة” النّاسك والضّيف”

من كتاب” كليلة ودمنة” للفيلسوف” بيدبا الهندي” ومترجمه”عبدالله بن المقفع”

( إنّه يعد جاهلا من تكلّف من الأمور ما لا يشاكله وليس من عمله ولم يؤدّبه عليه آباؤه وأجداده من قبل )

تبدأ القصة: زعموا أنّه كان بأرض الكرخ ناسكٌ عابدٌ فنزل به ضيف ذات يوم فأكرمه 

وكان الناسك يتكلّم العبرانية فاستحسن الضيف كلامه وأعجبه فتكلّف أن يتعلمه وعالج في ذلك نفسه أياماً

فقال الناسك : ما أخلقك أن تقع مما تركت من كلامك وتكلّفت من كلام العبرانية في مثل ما وقع فيه الغراب.

قال الضيف : وكيف ذلك ؟

قال الناسك: زعموا أن غراباً رأى حجلة تدرج وتمشي فأعجبه مشيتها وطمع أن يتعلّمها فلم يقدر على إحكامها وأيس منها وأراد أن يعود إلى مشيته وصار أقبح الطير مشياً.

وإنما ضربت لك هذا المثل: 

لما رأيت من أنك تركت لسانك الذي طبعت عليه وأقبلت على لسان العبرانية وهو لا يشاكلك أي لا يشابهك وأن لا تدركه أي لا تجيده وتنسى لسانك وترجع إلى أهلك وأنت شرّهم لسانا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى